من لطائفه صلي الله عليه وسلم؟

لطائف للتفقه والتدبر

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله رب العالمين رب السماوات السبع والأراضين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:

قال الله تعالى عن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم:
(وإنك لعلى خلق عظيم).
وقال عز وجل:
(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

وقال خير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم:
(وتبسمك في وجه أخيك صدقة).

حيث أن الابتسامة-وما أحوجنا إلى الابتسامة-من السنن التي سنها رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وحث عليها، فاستن بها أصحابه، وأحبابه ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين (ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون منهم) آمين.

وبناء على هذا فإني أود أن أضع بين أيديكم موضوعا يتحدث عن مواقف-أو بالمعنى الأصح لطائف-للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وللصحابة رضي الله عنهم وللتابعين لهم بإحسان من علماء ربانيين وطلبة علم مجتهدين قديما وحديثا، وذلك حتى نتفقه ونتدبر لا لنتفكه ونتندر، ولنعلم أيضا ولنعلم غيرنا أن في ديننا فسحة.

الخير كل الخير في اتباع من سلف*والشر كل الشر في اتباع من خلف

وعلى هذا فإني سأسرد الأحاديث النبوية الصحيحة إن شاء الله مع ذكر رواتها إن تيسر لي ذلك، وأما سائر اللطائف فإنه يكفيني أن أذكر اسم الكتاب؛ أو أن أكتب قرأت أو سمعت فإن كانت كلماتي صوابا فمن الله وحده، وإن كانت خطأ فمني ومن الشيطان؛ وأعوذ بالله من الشيطان.


.................................................. .................................................. .....


إنا حاملوك على ولد الناقة

روى أبوداود عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رجلا جاء إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وطلب منه دابة يسافر عليها وقال له: احملني يا رسول الله.
فأراد النبي أن يمازح الرجل فقال له: إنا حاملوك على ولد الناقة.
استغرب الرجل لأن ولد الناقة صغير ولا يقدر على تحمل مشقة الحمل والسفر فقال: وما أصنع بولد الناقة؟!
فداعبه النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-فقال له: وهل تلد الإبل إلا النوق؟!"


قال زيد بن أسلم أن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-فقالت: إن زوجي يدعوك.
قال: "ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟"
قالت: والله ما بعينه بياض.
قال: "بلى إن بعينه بياضا".
قالت: لا والله.
قال-صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد إلا بعينه بياض".
خرجه الحافظ العراقي في كتابه الإحياء، وأخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، و رواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع أختلاف.

قلت أنا أبو معاذ: أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبياض؛ أي المحيط بالحدقة


.................................................. .................................................. ....
عن بكر بن عبد الله قال: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتبادحون* بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال).
رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني في الصحيحة.

*يتبادحون: أي يترامون بشيء رخو.

.................................................. ..........
ذكر ابن حجر العسقلاني نقلا عن الزبير بن بكار أنه دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم، ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: وا عقراه يا محمد!
فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "من فعل هذا؟"
فقالوا: النعيمان.
فاتبعه يسأل عنه حتى وجده داخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث هو-النعيمان، فقال له النبي: "ما حملك على ما صنعت؟"
قال النعيمان: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك، فجعل النبي يمسح على وجه النعيمان ويضحك ثم غرمها للأعرابي.

القرم: شدة شهوة اللحم.
السرب [بفتحة على السين وأخرى على الراء]: الحفير تحت الأرض لا منفذ منه.
.............................................
أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء أن صهيبا الرومي رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-في قباء، وقد رمدت في الطريق وجعت، وبين يديه رطب، فوقعت فيه.
فقال عمر: يا رسول الله! ألا ترى صهيبا؟ يأكل الرطب وهو أرمد؟
فقال لي النبي-صلى الله عليه وآله وسلم: "أتأكل الرطب وأنت أرمد؟"
قلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة، فتبسم رسول الله.
.................................................
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه.
فقال أبو بكر: يا ابنة فلانة!
ترفعين صوتك على رسول الله؟
فحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينها وبين أبي بكر.
ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يترضاها، وقال لها: "ألم تريني بين الرجل وبينك؟"
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
أخرجه أبوداود، ورواه الذهبي في السير.
.................................................. ......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
جاء رجل إلى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وكان هذا الرجل يود طلاق زوجته، فسأله الشيخ: ما اسمك؟
قال الرجل: ذيب.
قال: وما اسم زوجتك؟
قال الرجل: ذيبة.
قال الشيخ مازحا: أسأل الله العافية! أنت ذيب وهي ذيبة! كيف يعيش بينكما أولاد؟

.................................................. ...............
أورد الذهبي في السير أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-يقول لأزواجه: "يتبعني أطولكن يدا". فكنا إذا اجتمعنا بعده، نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب، وكانت امرأة قصيرة، لم تكن-رحمها الله-أطولنا، فعرفنا أنما أراد الصدقة.




























سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك