ماعدفيش جهال؟!

لاداعي أن تزيد من ورعك ووداعتك وتخبر أحد الأطفال ـ حق هذه الأيام ـ أن الجنين يخرج من «ركبة أمه» إنك إن فعلت ذلك ستعرض نفسك لسخرية أنت في غنى عنها لانك ستجده يكركر ضحكاً في وجهك ومن باب الاشفاق عليك ،قد يتكرم ليصحح معلوماتك ، وسيشرح لك العملية بالتفصيل ولا أجدعها اخصائي نساء وولادة.
ماعدفيش «جهال» ولا عد في «ركب» ولا «الليث الأبيض» مسلسلاً شيقاً مقابل حداثة البيت الأبيض ، كما وأن رب الأسرة هذه الأيام يستطيع بالكاد أن يهدأ شوية لمجرد معرفته أن الرغيف الأبيض حلو برضه!؟
بالمفتوح.. عولمة ومن قرح يقرح.
شخصياً لست ضدها ، أناضد «الدعممة» خصوصاً حينما يكون الأمر متعلقاً بجيل من الأبناء ينبت في مجتمعات ـ هي اليوم ـ أشبه بعلبة كبريت ملتهب ، ومهما «خبينا» وغالطنا ، فإن النتائج بالتأكيد ستحرق أصابعنا ، وسيخنقنا الدخان؟!
عرض الحقائق كما هي ، هو المجدي والمفيد في عملية التربية ، أما وضع الحقائق وراء ستار ، على اعتبار أن ذلك من باب الأدب فإنه لايفعل شيئاً أكثر من أنه يكشف غباءنا المطلق.
شارع اليوم لم يعد شارع الأمس ، وساحة المدرسة اليوم لم تعد ساحة المدرسة بالأمس.
وبائع البطاط «والباجية» والايسكريم جوار بوابات المدارس صار يتحدث اليوم في منافسة مطاعم البيتزا ، أكثر مما تحدثنا المسلسلات المكسيكية عن الزوجة الخائنة؟!
إذا صار من اللازم علينا مراقبة أطفالنا ، ولكن بوعي الخيزران ليست العصا السحرية ،كما يعتقد البعض.
ثم إن اخفاء الحقائق والالتفاف عليها أو تجريم الحديث عن الغرائز لايعتبر «ادباً».. الأدب.. بل عين الأدب.. أن نعرف كل شيء ، وأن نضع لكل شيء مايمكن اعتباره أخلاقاً.
نكتة قديمة
مربية الفصل للتلميذ: عُد من واحد لعشرة واديك بوسة.
التلميذ: أعد للعشرين ونخزن سوى.