هل يفي الحوثيون هذه المرة .......؟

المـديـر العـــام

الشيخ عبدالله غالب الحميري كتب

هل يفي الحوثيون هذه المرة....؟
كشفت مصادر مطلعة قريبة من الشيخ حسن الأحمر المتواجد حاليا في صعده بأن
وساطته القائمة بين الحوثين والسلفيين تمت بناء على تكليف من دولة قطر
لغرض إخراج الحوثين من المأزق الذي ادخلوا أنفسهم فيه بالقتال ضد أبناء
منطقة دماج وفرض الحصار عليهم لأكثر من شهرين، الأمر الذي استنكره الكثير
من أبناء الشعب والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدول المهتمة بحقوق
الإنسان .

من جانب أخر .. صرح حسين الأحمر بأنه في نفس الوقت
يقوم بالوساطة لفك الحصار عن أبناء منطقة دماج بناء على طلب من المملكة
العربية السعودية وانه لتحقيق هذا الغرض استطاع إيقاف القتال والحصول على
تفويض من طرفي النزاع، ويرى مراقبون أن الشيخ حسين الأحمر استطاع التضليل
على القطرين والسعوديين في وقت واحد.

وكانت مصادر محلية في
محافظة صعده قد أكدت أن حسين الأحمر وصل إلى صعده تحت غطاء مشكلة دماج وأن
العرض الحقيقي من الزيارة هو عقد تحالف مع الحوثين. هذا ما جاء نشره يوم
الجمعة الماضية في بعض المواقع الإلكترونية ومنها موقع – شبوة اليوم- لكن
الشيء الذي يجب أن يدركه الجميع أن ما ارتكبه الحوثيون هذه المرة من
الحماقة والظلم لم يعد بإمكان أي وساطة محلية أو خارجية إنقاذهم منه كما
كان عليه الحال في الحروب السياسية أو التمثيلية الماضية، والتي كان
الحوثيون يحسنون التلاعب بها أو يساعدون على ذلك!
فقد ظهر الحوثيون
أمام الرأي العام عراة من صنع الانتصارات المزورة خلال الحروب الستة
الماضية، وفقدوا ذلك الهيلمان الوهمي الذي صنع لهم، كما كشفوا في هذه
الحرب الخاسرة الظالمة عن حقيقة نزعتهم الطائفية وخبث نواياهم العقدية،
وظهر للشعب وجههم القبيح ومشروعهم الرافضي الصفوي الفارسي الذي يقومون
بتنفيذه بالوكالة، وهذه خسارة سياسية كبيرة ، وسقطوط إعلامي و أخلاقي مدو،
منوا به هذه المرة، وهذا ما لم يكن في حسبانهم يقينا، ولكنه من مكر الله
تعالى بهم،
ومهما تكن عند امرئ من خليقة........ وإن خالها تخفى على الناس تعلم!!
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده!
وغير خاف على الجميع أن القضية لم ولن تنتهي آثارها بفك الحصار عن دماج،
فالقضية بكل أبعادها السياسية والعقدية والوطنية، أصبحت قضية السنة كلهم
في اليمن بوجه الخصوص، كما أنها صارت قضية الشعب اليمني بجميع أطيافه بوجه
العموم، فالمآسي التي ارتكبها هؤلاء الطائفيون، لم تعد قاصرة على أبناء
صعدة وحدهم بل شملت أبناء حجة والجوف وعمران وغيرهم، وأصبحت مشكلتهم تهدد
أمن المجتمع برمته، والوطن بأسره، وما كان كل ذلك ليحصل لهم لولا ظلمهم
وبغيهم وفرعونيتهم التي تجاوزت حدودها وبلغت منتهاها، فأحاطت بهم سيآتهم
وانكشفت للناس سوآتهم، قال عليه الصلاة والسلام ما من ذنب أجدر أن يعجل
الله عقوبته في الدنيا مع ما يؤخر لصاحبه يوم القيامة من البغي وقطيعة
الرحم) وأي بغي وقطيعة رحم أعظم وأفضع من حصار الآلاف من المسلمين
بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وشبابهم وكهولهم ومواشيهم، لمدة تجاوزت الستين
يوما ، بكل قسوة وغلظة !! دون أدنى ذرة من رحمة أو إنسانية أو ضمير! ( إن
ربك لبالمرصاد) ومن غير المؤكد أن يفي الحوثيون بعهدهم هذه المرة كما
عهدناهم، ولن يعول عاقل على عهودهم أو يركن إلى مصالحتهم بعدها أيضا، وعلى
الرغم من أن هذا الصلح الأخير جاء برغبة كبيرة من الحوثين إلا أن تعرض
للخرق والنقض من قبلهم أكثر من مرة! واستحدثت لهم متارس جديدة على مشارف
دماج، لولا أنها أزيلت مؤخرا من قبل الشيخ حسين الذي لا يزال معرسا في
صعدة حتى الساعة، والكثير يدرك أن ضغط الحلف القبلي القادم من جهة وائلة
لنصرة المظلوم، والزاحف على مشارف كتاف ، كان هو المؤثر الأقوى على إرغام
الحوثين بقبول الصلح وفك الحصار، مع شكرنا لجهود الشيخ الأحمر كيفما كانت
الأسباب والدوافع، ونتمنى أن يفي الحوثيون هذه المرة، وأما أهل السنة فقد
فهموا الدرس تماما هذه الكرة، واستفادوا الكثير الكثير من خصمهم ومكره
وكثرة مراوغته، واستيقنوا ألا اطمئنان لعهوده ووعوده، ولا يلدغ مؤمن من
جحر مرتين، (ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام).