خطبة بعنوان / الصلاة عماد الدين - ألقاها أبوعابد 6 صفر 1436

خطبة بعنوان / الصلاة عماد الدين - ألقاها أبوعابد 6 صفر 1436       

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

عبادالله : فريضة عظيمة وجليلة ، تهاون بها كثير من أبناء الإسلام  ، ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻟﻠﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺭَﺏّ ﭐﺟْﻌَﻠْﻨِﻰ ﻣُﻘِﻴﻢ

ﭐﻟﺼَّﻠﻮٰﺓِ ﻭَﻣِﻦ ﺫُﺭّﻳَﺘِﻰ ‏[ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 40: ‏] . ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﺮﺿﻴﺎ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﻭَﺃَﻭْﺻَﺎﻧِﻰ ﺑِﭑﻟﺼَّﻠَﻮٰﺓِ ﻭَﭐﻟﺰَّﻛَﻮٰﺓِ ﻣَﺎ ﺩُﻣْﺖُ ﺣَﻴّﺎً ‏[

ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﺃَﻗِﻢِ ﭐﻟﺼَّﻠَﻮٰﺓَ ﻟِﺪُﻟُﻮﻙِ ﭐﻟﺸَّﻤْﺲِ ﺇِﻟَﻰٰ ﻏَﺴَﻖِ ﭐﻟَّﻴْﻞِ ﻭَﻗُﺮْﺀﺍﻥَ ﭐﻟْﻔَﺠْﺮِ ﺇِﻥَّ ﻗُﺮْﺀﺍﻥَ ﭐﻟْﻔَﺠْﺮِ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﺸْﻬُﻮﺩًﺍ ﻭَﻣِﻦَ ﭐﻟَّﻴْﻞِ ﻓَﺘَﻬَﺠَّﺪْﺑِﻪِ ﻧَﺎﻓِﻠَﺔً ﻟَّﻚَ ﻋَﺴَﻰٰ ﺃَﻥ ﻳَﺒْﻌَﺜَﻚَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻣَﻘَﺎﻣﺎً ﻣَّﺤْﻤُﻮﺩًﺍ

‏

ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭَﺃَﻗِﻢِ ﭐﻟﺼَّﻠَﻮٰﺓَ ﻃَﺮَﻓَﻰِ ﭐﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﺯُﻟَﻔﺎً ﻣِّﻦَ ﭐﻟَّﻴْﻞِ ﺇِﻥَّ ﭐﻟْﺤَﺴَﻨَـٰﺖِ ﻳُﺬْﻫِﺒْﻦَ ﭐﻟﺴَّـﻴّﺌَـٰﺖِ ‏[ ﻫﻮﺩ 114: ‏] . ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ هذه الفريضة  .

ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ))ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺈﻥ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻤﻠﻪ ((

ﻭﻫﻲ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ، ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﺘﺠﻪ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ، ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ . ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻗﺎﺗﺎً ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇِﻥَّ ﭐﻟﺼَّﻠَﻮٰﺓَ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻋَﻠَﻰ

ﭐﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻛِﺘَـٰﺒﺎً ﻣَّﻮْﻗُﻮﺗﺎً ‏[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 103: ‏] .

ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺴﻮﻥ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻭﺣﻴﻦ ﻳُﻈﻬﺮﻭﻥ ﻭﻗﺪﺭﻫﺎ ﺧﻤﺲ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻳﺘﻄﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻔﻼﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﻗﺪ ﻣﺜَّﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : )) ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺎﺕ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻬﺮ ﺟﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﻤﺲ ﻣﺮﺍﺕ (( ‏[ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ : 1725‏] .

، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻋﻈﻢ (( ، ﻳﻘﻮﻝ : : )) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﺃُﺗﻲ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻋﺎﺗﻘﻴﻪ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺭﻛﻊ ﺃﻭ ﺳﺠﺪ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻋﻨﻪ (( .

ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﺠﺪﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺣﻂ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺚ ﻓﻴﻪ ﺷﻜﻮﺍﻙ ﻭﻫﻤﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺏ، ﻓﺨﺎﻧﻚ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﺪﻭﺍً، ﻭﻋﻘﻚ ﺍﻟﻮﻟﺪ،

ﻭﺃﻧﻜﺮﺕْ ﺟﻤﻴﻠَﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔُ، ﻓﻤَﺎﻟِﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻞ :ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺩﻟﻬﻤﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﺏ ﻓﻘﻞ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻘﻞ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ،.  ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺰﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﺎﻝ، أرحنا بها يابلال .  ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪﻙ ﺇﺫﺍ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﺣﻔﻈﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺿﻴﻌﺘﻬﺎ ﺿﻴﻌﻚ ﺍﻟﻠﻪ  .

ﻭﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻜﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺬ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻭﺧﺎﻃﺒﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ .

ﻟﺬﺍ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﺏ ﺃﺑﺪﺍً ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳُﺴﺌﻠﻮﻥ " ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﻘﺮ " ﻓﻴﺠﻴﺒﻮﻥ : ﻟَﻢْ ﻧَﻚُ ﻣِﻦَ ﭐﻟْﻤُﺼَﻠّﻴﻦَ ‏[ 

ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : )) ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍً ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﺎً ﻭﻧﺠﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍً
ﻭﻻ ﺑﺮﻫﺎﻧﺎً ﻭﻻ ﻧﺠﺎﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻫﺎﻣﺎﻥ

ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ ((

، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻗﺎﻝ : ))ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﻘﺪ ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻨﻪ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ((

ﻭﻗﺎﻝ : )) ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻀﺒﺎﻥ (( ‏

ﻭﺇﺫﺍ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ .

ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺣﺘﻰ أن أخر وصيته صلى الله عليه وسلم " الصلاة الصلاة "

. ﻭﻛﺬﻟﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻣﻊ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﺃﻳﻘﻆ ﺃﻫﻠﻪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ :

‏( ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﺛﻢ ﻳﺘﻠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : ﻭَﺃْﻣُﺮْ ﺃَﻫْﻠَﻚَ ﺑِﭑﻟﺼَّﻠﻮٰﺓِ ﻭَﭐﺻْﻄَﺒِﺮْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻻَ ﻧَﺴْﺄَﻟُﻚَ ﺭِﺯْﻗﺎً ﻧَّﺤْﻦُ ﻧَﺮْﺯُﻗُﻚَ ﻭَﭐﻟْﻌَـٰﻘِﺒَﺔُ ﻟِﻠﺘَّﻘْﻮَﻯٰ ‏

ﻻﺣﻆ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ

عبادالله : ومع كل هذا فالنظرة ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻫﻤﺎﻻً ﻟﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﺍً ﻟﻬﺎ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ بين ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻟﻌﻮﺑﺔ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻭﻗﺘﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻌﺔ، بل البعض يتهاون بها حتى يوم الجمعة والله المستعان ، والبعض يقضي الوقت الطويل في الشوارع والطرقات وإذا سمع النداء غادر إلى منزلة أو متكئه K ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺟﻬﺎﺭﺍً ﻧﻬﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺴﻠﻢ ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ -

ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺗﺠﻠﺠﻞ ﻓﻲ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻻﻫﻮﻥ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻳﺘﺴﻜﻌﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻧﺎﺋﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﺨﺘﺒﺌﻮﻥ، ﺗﺮﻯ ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ـ ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ـ ؟ ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺡ  ؟ ﻟﻤﻦ؟

 

 

ﻳﺎ ﻧﺎﺱ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﺠﻌﻠﻜﻢ ﻻ ﺗﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﻣﺸﻘﺔ؟ ﻛﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍً،،، ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ . ﺃﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ - ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ – ﻳٰﺄَﻳُّﻬَﺎ ﭐﻹِﻧﺴَـٰﻦُ ﻣَﺎ ﻏَﺮَّﻙَ ﺑِﺮَﺑّﻚَ ﭐﻟْﻜَﺮِﻳﻢِ ﭐﻟَّﺬِﻯ ﺧَﻠَﻘَﻚَ ﻓَﺴَﻮَّﺍﻙَ ﻓَﻌَﺪَﻟَﻚَ ‏[

ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺴﻬﻠﻮﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ؟ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻮﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺸﻜﺮ، ﻳﺪﺑﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻷﻥ ﻳﺸﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ : ﻓَﺨَﻠَﻒَ ﻣِﻦ

ﺑَﻌْﺪِﻫِﻢْ ﺧَﻠْﻒٌ ﺃَﺿَﺎﻋُﻮﺍْ ﭐﻟﺼَّﻠَـﻮٰﺓَ ﻭَﭐﺗَّﺒَﻌُﻮﺍْ ﭐﻟﺸَّﻬَﻮٰﺕِ ﻓَﺴَﻮْﻑَ ﻳَﻠْﻘُﻮﻥَ ﻏَﻴّﺎً " . وﻏﻲ ﻫﻮ ﻭﺍﺩ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻗﻌﺮﻩ، ﺧﺒﻴﺚ ﻃﻌﻤﻪ، ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻟﻤﻦ؟ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﻬﺎﻭﻧﻮﺍ ﺑﻬﺎ .

ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺗﺮك ﺍﻟﺪﻳن

أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه يافوز المستغفرين  ......

 

ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ

الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاماً على النبي المصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

 عباد الله : ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺑﺪﺍً،   ﻻ ﻋﺬﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ ، في الحضر أو في السفر ،  ﻓﻤﻦ ﻟﻢ  ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻓﻠﻴﺼلي ﺟﺎﻟﺴﺎً، وإن لم يستطع فليصلي على ﺟﻨبه وإن لم يستطع فليصلي ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ فإن لم يستطع فليصلي على  ﺃﻱ ﺣﺎﻝ كان فإن لم يستطع فبقلبه، فأي عذر ستقابل الله به

صل في المسجد ، صل في البيت ، صل في العمل في المكتب  في الجبل أو الوادي ـ صل في الطريق ، الأهم أن لا تترك الصلاة  ،

لا تخرج من بيتك إلا متوضئاً فأينما أستدركت الصلاة فصلي  ، فإن لم تكن متوضئاً ولم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا ولا عذر لك في أي حال من الأحوال  إلا من جنون  أو دم حيض أو نفاس للمرأة .

فأي عذر ستقابل الله به  و" أول ماتحاسب به يوم القيامة هي الصلاة فإن صلحت صلح سائر عملك وإن فسدت فسد سائر عملك  "

 تأملوا معي جيداً ذاك اليوم المهيب يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه  

 يوم تقف للحساب وأول ماتسأل عنه  ـ الصلاة ـ  هل كنت تصلي ؟  فبماذا ستجيب ! فإن كنت لا تصلي فعن أي شيء ستركن بعدها وعن أي عمل ستتوكئ عليه

" من ترك صلاة العصر متعمداً  فقد حبط عملة " هذا فرض واحد ناهيك عن من ترك بقية الفروض .

ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ لقوله تعالى عن

ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ : ﻓَﺈِﻥ ﺗَﺎﺑُﻮﺍْ ﻭَﺃَﻗَﺎﻣُﻮﺍْ ﭐﻟﺼَّﻠَﻮٰﺓَ ﻭَﺀﺍﺗَﻮُﺍْ ﭐﻟﺰَّﻛَﻮٰﺓَ ﻓَﺨَﻠُّﻮﺍْ ﺳَﺒِﻴﻠَﻬُﻢْ

‏. ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ "

فمن تركها جاحداً بها أو مستهتراً لها فهو كافر

، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ، ﻣﻨﻬﺎ :

: لا يصح تزويجه ولو ذبَح لا تُأكل ذبيحته ولا يحل له دخول مكة المكرمة وحدود حرمها ، ولا حق له في الميراث ، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ، ويحشر يوم القيامة  ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻫﺎﻣﺎﻥ ﻭﻗﺎﺭﻭﻥ ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ،ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻓر والعياذ بالله .

عباد الله : من ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺮﻁا ﺃﻭ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧﺎً ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻠﻴﺴﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ .ﺛﻢ عليكم  ﺃﻥ ﺗأمروا أهليكم  ﻭﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻜﻢ فأنتم مسئولون عنهم يوم القيامة .

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ،،،،

وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بذلك، فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:5

اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...