بشروا بشرى بعقاب الثورة

عبدالله محمد بارجاء
بشروا بشرى .. بعقاب الثورة
(مقال أدبي .. في الرد على مقال بشرى المقطري)
كتبه : عبدالله محمد سالم بارجاء

بشروا بُشرى .. بعقابِ الثورة !!!

.. إنَّ من معاني النُّبلِ التي قرَّرتْها الثوراتُ النبيلة : " ألا يفلت مجرمٌ من العقاب " !!!
وإنَّ سَنةً واحدةً في مدرسةِ الثورة .. كفيلةٌ بترسيخِ مبدأ : " لا بدَّ للظالم من نهاية .. وإن طالَ الزمن " عملياً في ذهن ِكلِّ ثائر !!!
لقد انفجرَ بركانُ الثورة المباركة ... ليسحقَ كلَّ الطغاة .. وإن تغنَّوا (كثيراً) بأهازيجِ الثورة في كلِّ مناسبة !!!
لقد انفجر بركانُ الثورة المباركة ... ليئِدَ أبناءَ الطغاة وورثتَهم .. وإن أُلبِسوا (زوراً) عباءةَ شعاراتِ الثورة !!!
فيا ترى .. هل سيشفعُ لــ ( بشرى المقطري ) نسبُها القديم - سنةً كاملة !! - لثورةِ الحادي عشر من فبراير المجيدة ؛ لتنجوَ به من طائلةِ العقوباتِ العادلة التي ترسيها مبادئُ الثورات ؟؟!!!
ثم هل .. يا ترى .. سيتسعُ أفقُ الثورة – في قضيةٍ أخلاقيةٍ بامتياز – لمفاوضاتِ سياسةِ (بعضِ أحرار الثوار!!) لتنال (بُشراهم) الحصانةَ المطلقة هي ومعاونيها والمدافعين عنها على هذه الجريمة ؟؟!!! أترك الإجابة لهيئة الدفاع عن أهداف الثورة !!

ههنا عدة وقفات .. مع عدة انتهاكات :
قيم الثورة العادلة تتمثل في أمور من أهمها :
- إحلال العدالة .. محل الظلم .
- إحلال الأمانة .. محل الخيانة .
- إحلال الحرية .. محل الإقصاء .
- إحلال السلام .. محل النزاع والاحتراب ... الخ.
لقد ارتكبت ( بشرى المقطري ) جريمة نكراء في حق " العدالة " .. وإذا كان ( الطاغية الحاكم المستبد ) عنواناً للظلم ؛ لتمرده على شعبه , ونزعه منه حقوقا يستحقها .. ليست هي من صنع الشعب !! ألا يكون من الظلم : التشكيك في وجود الخالق .. والتمرد عليه .. وهو خالق وصانع ورازق كلِّ شيء – وإن ألقى حجابُ الظلمِ على أبصار الملحدين غشاوة - !!!
لقد خانتْ ( بشرى ) بحديثها .. " أمانة الثورة " .. تلك الثورةُ التي أُبينَتْ تحت مقاصل جلادها آلافُ الرؤوس , وسقطَ للوصول إلى تسنُّم ذروتها آلافُ الضحايا , لقد سَخِرتْ من كلِّ هؤلاء .. ( أصحابِ النوايا الطيبة التي لا تكفي لصنع ثورة بيضاء) – حد تعبيرها – وكأن الأدران العالقة بسيل الثورة لا يمكن تطهيرُها إلا في معامل الثقافة الإلحادية العلنية .. التي تتحدى كلَّ موروث ولو كان بحجم .. أو .. الدين !! .. استغفر الله .
إنها ثقافة من عجزتْ .. حتى عن المواربة واستعمال عبارات التلميح عِوضاً عن التصريح !! لأن مبدأ الاستبدادِ الفكري الذي تنتهجه .. لا يسمح لها بذلك !! ولأن مسيرة الثورة بكلِّ ما قدمته من تضحيات وبكل ما لها أهدافٍ مثلى .. لا تعني في هذه الذهنية سوى ( زوابع رعدية لم تتخط حدود الفنجان ) .. طبعا : إذا كانت لا تلبي رغباتها الجامحة في رسم سياسة المستقبل في حدود فكرها الشاذِّ عن السواد الأعظم لشعبٍ مسلمٍ عريق .
و أيُّ "حريةٍ" يمكن أن يفهمَها عاقلٌ .. من أناس يتشدَّقون بها .. كـ بشرى المقطري , وقد ضاقَ عطَنُها عن تحمُّلِ شعارٍ .. يُمكنُ إدراجُهُ في دولةٍ لا تؤمن به .. ضمنَ حقِّ "التعبير عن الرأي" إنه شعار :"الشعب يريد تحكيم شرع الله" !! فكيف ببلد مسلم محافظ ؛ لتصِم َرافعيه من المؤمنينَ به .. بأنهم : ( يمتدون لخاصرة عدن ملوثين هواء البحر وسكينة الروح العدنية الجميلة .. وأنهم : يخرجون من كهوف الظلام ، تجار الدين والموت والخراب ) !!!
فهل من الحرية في شيء : أن تعمِدَ الكاتبة والقاصَّة .. إلى أعزِّ ما يمتلكه جميع من حولَها .. فتتهجمَ على " الدين" لتحشره مع قائمة الموتِ والخراب !!! وعلى .. ربِّ العالمين " الله " سبحانه ؛ لتمتدَّ إلى قدسيته أناملُها الخاسئة , فتطعنَ في علمِه وحكمتِه ورحمته , بما أنزه مقالي عن نقله !!!
ثم إن هذا التجنِّي على " الحرية " يتناغم مع جرم آخر ؛ لا يمكنُ فهمُ فلسفةِ حريَّتها المنشودة إلا من خلاله .. إنه جرمُ - الملهاةِ التي يعشق هؤلاء العزفَ على "تراجيديا" نقيضِها !! - : "هدمُ النسيج الثقافي .. ونسفُ السلمِ الاجتماعي للمجتمعات" !!!
وكم تسهلُ معرفةُ ذلك في تضاعيفِ مقالِها الطويل .. الممشوق بإثاراته , والمثخَن بآثار ثاراته .. فهي تُطنِبُ وتستروحُ في حديثها عن تصنيف الناس من أبناء اليمن فكريا وسياسيا ودينيا واجتماعيا .. في وقتٍ تلاشتْ فيه هذه أكثر هذه الفوارق .. بفعل الثورة ؛ لينصهر الجميع في بوتقتها .. صحيح أن هناك خلافات تطفو على السطح أحياناً , لكنها في الحقيقة ظاهرة صحية .. تصلُ بها أيُّ ثورة عادةً في ظلَّ عدةِ متغيراتٍ إلى ترشيدها .. لا إلى عرقلتها ؛ إذا صدقت النوايا .
وختاماً :
لا أظنُّ أحداً من الثوارِ الأشرافِ الذين أحيوا ( بمسيرة الحياة ) حياة الثورة .. لا يستطيع أن يتبرأ من صحفيَّة وكاتبة تعشق الإثارة والخروج على المألوف ــ بطبيعة عملها ــ تثورُ على عدالة إله السماء والأرض سبحانه ؛ لتجعل الثوار يفقدون في كفاحِهم الشريف أعزَّ ناصر وأقوى مؤمَّل !!
إنها ثائرة !! ولكنْ .. على عقائدنا النبيلة .. وقيمنا الجميلة .. !!
إنها راجلةٌ في "مسيرة الحياة" !! ولكنها .. حكمتْ على نفسها بالإعدام , وترجَّلتْ إلى حتفِها المتمثلِ في عدالةِ السماء بـ ( تجنيها على الله ) , وما السقوط المدوِّي لطغاةِ العصر عنَّا ببعيد.
إنها بُشرى !! ولكنْ .. بدقِّ طبولِ الحربِ على الله !! بعد فشلها ـــ وحدَها ـــ في معركة الشرف التي لا تضعُ الثورةُ أوزارها إلا بتحقيقٍ كاملٍ وشاملٍ لأهدافها ومراميها .
إنها تعِزَّية !! ولكن .. أحسنَ اللهُ عزاءَ أهلِ تعز فيها !!!

كتبه : عبدالله محمد سالم بارجاء
15/1/2012م

ستلقى من الاهانات اضعاف ماحصلت عليه من شهره بحثت عنها

توكل لحقت بعدها بالنثرات
... بس شكله مدبلج الصوت