( وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُق عظِيم )..

مراقب عام

بسم الله الرحمان الرحيم
( وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم )
منهاج نبوي

وهنا أتسأل من أين فهم البعض بأن القسوة من المنهج النبوي
حتى وإن كانت في إنكار المنكر؟؟؟؟

لماذا لانسمى المواقف بمسمياتها التي تليق بهذا المنهج
والتى ورد ذكرها في القرءان؟؟؟؟

ألم يتأمل ويتدبر أيات الله من يصف الرسول صلوات ربى وسلامه عليه بالقسوة (حاشاه )
بأن الله وصف بها المشركين
قال تعالى ( ألم يان للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولايكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل
فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )

بل وعاقبهم بها
قال تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية
يحرفون الكلم عن موضعه )

لم ترد كلمة قسوة في وصف المؤمنين في القرءان الكريم باي شكلا من الأشكال فما بالك برسول الله الذي ارسله هدى ورحمة للعالمين

حتى الروايات التي تحكى قصة معاملة النبي لبنى قريضة وما يثار حولها من شبهات لم يرد هذا الوصف...
والأصح هو والله اعلم
عندما خان بنى قريضة المسلمين والرسول أثناء محاصرة جيوش الأحزاب للمدينة ...وكان بينهم وبين المسلمين ميثاق وعهد فخانوه فما كان من الرسول إلا أن وكل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ ...وهنا تأتى الحكمة حكمة الرسول في إختيار سعد .. لأن سعد بن معاذ أولى بهم بحكم معاشرته وتجربته معهم حيث شفع لهم سابقا ليرجعوا عن غدرهم وحقدهم ولكن لم يرجعوا ...
ولكن هذه المرة قال ( لقد ءان لسعد ألا تأخذه لومة لائم )
وايضا نجد العدل والانصاف والحزم بموافقة النبي على هذا الحكم

قال تعالى ( وأنزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شئ قديرا ) الأحزاب 26,25

وهذه قصة أخرى
قصة هدم مسجد ضرار الذي لم يكن يعلم الرسول بغرض المنافقين الفاسقين من بناءه إلا عندما أخبره الله تعالى
حيث نزل جبريل بخبر هذا المسجد وما أعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين المؤمنين ( القصة من تفسير ابن كثير وتجدها كاملة ) ..فبعث الرسول من يهدم هذا المسجد ...
وهذا ليس بقسوة بل هو منهاج نبوي يبين الحكمة والحنكة وبعد النظر في إتخاذ القرارات التي أسس عليها بناء المجتمع الأسلامي.....

هاتان صورتان لتطبيق شرعة الله ومنهاجه
بالعدل في إقامة الحدود والقصاص لردع المجرمين والظلمة

قال تعالى ( ولكم في القصاص حياة يأولى الالباب لعلكم تتقون )

ولردع الخارجين عن حدود الله

قال تعالى ( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )

وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدود فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا ننتهكوها وسكت عن اشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها)

حتى الجهاد الذي فرض على المسلمين له ضوابط في شرعة الله والمنهج النبوي ...ومنها

عند الاعتداء على جزء من أرض المسلمين
قال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة )

عند إلتقاء الجمعان
قال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار )

عند إعلان الاستنفار ويستثنى قتل الابرياء أو النساء والشيوخ والاطفال
قال تعالى ( يايها الذين ءامنوا مالكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله ....) التوبة

عند الأعتداء على الحرمات وعند منعهم عبادة الله وطاعته
وكذلك يستثنى الاطفال والعجزة والنساء المستضعفات
قال تعالى (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله )

شريعتنا هى القرءان ومنهجنا هو المنهج النبوي
المنهج النبوي هو الرحمة إستنباطا من رحمة الخالق الرحمان ( الرحمان على العرش استوى )
الرحيم ( وكان بالمؤمنين رحيما )
وقال سبحانه في حق النبي ( بالمؤمنين رءوف رحيم )

يجب ألا نقلب المفاهيم والقيم يرحمكم الله

فشتانا بين الرحمة الحزم والتوجيه والعدل
وبين القسوة والتسلط والظلم

وبين الوفاء والامانة
وبين الغدر والخيانة

وبين التواضع والتسامح
وبين الذل والضعف

وبين المروءة والشجاعة
وبين اللؤم والجبن

وبين الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وبين اللعن والشتائم وسوء الخلق

يتبع...إن شاء الله سبحانه وتعالى

مراقب عام

لايختلف محبان للرسول على إستبعاد كلمة قسوة من قاموس
المنهاج النبوي لإنها أساسا لاوجود لها فيه...
ولنستعرض معا بعضا من أحداث الدعوة الاسلامية ..
هل انتشرت بالقسوة وبحد السيف
أم
بالرحمة والتوجيه والحزم والحق والقوة العادلة
وهل الدعاة اليوم يسيرون على هذا المنهاج الصحيح

أم
ذاك الذي وصفه البعض بالقسوة

أم
هم تائهون...و لم يرتبوا اوراقهم وفق شرع الله
ولزال أغلبهم أوراقه مبعثرة ..رغم وضوح الرؤية منذ بداية الدعوة؟؟؟
نبدأ بسم الله الرحمان الرحيم
برحمته وصفحه صلى الله عليه وسلم
بداية دعوته عليه السلام أمره الله سبحانه وتعالى أن يدعو إلى الهدى ودين الحق في مكة
قال تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )
ولكنه لقى مقاومة وظلم وأذى وقطيعة ...وقد قابل هذا كله بالصبر والصفح
قال تعالى ( وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )
( يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )
ولنعش لحظات مع ما واجه الرسول عليه الصلاة والسلام
من سفهاء وعبيد اهل الطائف من أذى.....وما كان رده على أذاهم إلا أن أتجه إلى الله بدعاء حارا عميقا منبعثا من نفس جريحة ولكنها راضية بقدر الله
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتى, وقلة حيلتى ,وهوانى على الناس يأرحم الراحمين ,أنت رب المستضعفين , وأنت ربى,
إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهمنى ؟ أم إلى عدو ملكته أمرى ؟
إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى , ولكن عافيتك هي أوسع لى . أعوذ بنور وجهك الذى اشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والاخرة من أن تنزل بى غضبك , أو يحل على سخطك , لك العتبى حتى ترضى , ولاحول ولاقوة إلا بك)
أهذا دعاء من فيه قسوة؟؟؟؟؟ قطعا لا
بل دعاء من قلبه يفيض بالرحمة ولايهمه شئ إلا أن يغضب عليه ربه وما دون ذلك يهون ...
وقد أ ثنى الله عليه في القرءان الكريم
( وإنك لعلى خلق عظيم )
واستجاب الله دعائه وشرفه بمكانة لم يشرف بها أحد من الخلق ..شرفه بالاسراء والمعراج
فلله الثناء والتنزيه والحمد على هذا المقام العظيم الذى شرف به نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

مراقب عام

بعد هذه الرحلة الربانية استمر قومه في تكذيبه إلا من أمن به وصدقه وعلى رأسهم الصادق الصديق أبو بكر رضوان الله عليه ..
حتى وصل بهم الأمر إلى التآمر على قتله صلوات ربى وسلامه عليه.........

قال تعالى ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )

أنجاه الله سبحانه وتعالى من مكرهم وهاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة.......
وفى المدينة شرع الله القتال للمسلمين ..وذلك تأمينا لعقيدتهم وليرفع الظلم الذي حل بهم.........

قال تعالى ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ..........) الحج الآيتان من 38-39

في خضم الأحداث التي فرض فيها الجهاد لأهداف سامية وحكم نبيلة (كما أسردت في بداية الموضوع عن ضوابط الجهاد) إضافة إلى :
فضل الجهاد حيث إنه عبادة وتربية للنفس للبدل والعطاء والزهد في الدنيا وهجرة الرغبات ومغفرة للذنوب..
قال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ....)التوبة 112

ولكن من هم هؤلاء المؤمنون
( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين )
بشرهم بالخلود الأبدي لمن يستشهد
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

وكذلك لفرض السلام عن طريق القوة العادلة التي يرهب جانبها ويخشى بأسها
قال تعالى ( وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ....)الأنفال الأية61

فأين نحن من هذه الاية اليوم حيث غدا السلام (الإستسلام والتنازل)
منهج ...حتى وصل بالمشركين اليوم أمر الحكومات العربية والاسلامية بحذف أيات الجهاد من المناهج الدراسية ...ولايطيعهم في هذا إلا كل مستسلم متأمر على الامة الإسلامية !!!!!!

نرجع إلى أحداث المدينة والجهاد حيث ظهر في هذه الفترة المنافقين الذين يتظاهرون بالاسلام

فهل نستطيع أن نتعرف عليهم اليوم أم لبسوا ثوب جديد ليتخفوا فيه ؟؟؟؟

وهل نحكم على أي شخص بأنه منافق عبطا وبدن حجة ؟؟
وهل هذه الحجة دامغة وواضحة أم إنها حسب هوى البعض لاختلافهم في الرأى؟؟؟؟؟؟؟

أولا...هل كان النبي يعرفهم لصفاتهم أم الله سبحانه وتعالى عرفه بهم؟

قال تعالى ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم )

مراقب عام

كان النبي عليه الصلاة والسلام يعامل كل إنسان بظاهره فالباطن لله سبحانه وتعالى وهذا من اصول الشريعة الاسلامية

استغل المنافقون هذا التعامل ..فكانوا يرتكبون المنكر ويعتذرون فيقبل منهم الرسول ويعفوا عنهم لأنه لايقبل مما يسمعه إلا الخير راجيا أن يتوبوا إلى رشدهم فيقع الإيمان في قلبهم....

كان ولازال الصنف الأشد خطورة هو :
المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر
( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولاينفقون إلا وهم كارهون )
والذين تجرأوا على الطعن في النبي و يخافون الناس ويلتجئون إلى اليمين الكاذبة ليرضوا الناس ونسوا وتناسوا أن الله احق أن يخشوه ويرضوه ويرضوا الرسول...هؤلاء هم من عرفهم الله تعالى لنبيه

قال تعالى ( لاتعلمهم نحن نعلمهم )
قال تعالى ( ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب )

ولهذا لانستطيع أن نحكم حكما مطلقا على انسان بأنه منافق إلا بالعلامات الظاهرة مجتمعة وهى ماذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام
(أية المنافق ثلاث إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان )
متفق عليه
وهذه صفات من عرفهم الرسول ولكن من رحمته ورفقه بهم لم يعلن عن أغلبهم راجيا أن يتوبوا إلى رشدهم..
(أهذه قسوة؟؟؟؟؟؟؟؟)

والامثلة كثيرة في القرءان الكريم التي تصف المنافقين ونجد معظمها في سورة التوبة
منهم الذين تخلفوا عن الجهاد في سبيل الله
وما أكثرهم اليوم وما أشبه أعذارهم ببعض!!!

وفى ظل وجود هؤلاء المنافقون لم يثبت على الرسول انه لعن أو شتم أو سب أو عذب اى منهم وأن ما نفد امر الله فيهم
أن لايصل على احد منهم ولايقم على قبره
واخرين ترك له الله أن يجاهدهم بما يراه من الحكمة والمصلحة ...

ومن رقته وعفوه أنه أستغفر لهم ربه
ولكن الله أخبره بان هؤلاء المنافقين ليسوا أهلا للاستغفار

قال تعالى ( استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لايهدى القوم الفاسقين )

منـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقول

عضو جديد

موضوع جميل يا أبا جميل وأشكر لك جهودك في خدمة الإسلام