منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبي عابد

منتديات أبي عابد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حازم امين الفهد
مشرف المنتدى الرياضي
حازم امين الفهد



الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  Empty
مُساهمةموضوع: الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين    الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 28, 2010 5:53 am

هذا موضوع عن الفتنة بين ابناء المسلمين واسباب هذه الفتنة والدوافع والاسباب والمعالجات التي نراها .
منقول من كلمة القاها الدكتور الشيخ / علي الشيخ عمار رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية
قبل الحديث عن دور الفكر الإسلامي لا بد من تسليط الضوء على عدد من الأمور المرتبطة بمفهوم الفتنة والعوامل المؤثرة

ومسألة الإختلاف الذي يمكن أن يعتبر أحد الأسباب المؤدية إلى أنواع من الفتن داخل المجتمع الواحد أو بين بعض المجتمعات الإنسانية المتجاورة أو ربما المتباعدة.



أولاً: مفهوم الفتنة.

فالفتنة، بحسب ما هو شائع، هي حالة مأساوية يشهدها مجتمع إنساني ما تعبر عن ذاتها وطبيعتها من خلال إقتتال وحروب تطيح بوحدة هذا المجتمع وتتسبب بآلام وتترك آثاراً يصعب إزالتها تُبقي على حالات من التخبط والضياع وتربص البعض بالبعض الآخر... وتكون عاملاً إضافياً من عوامل الضعف والتخلف والجهل والفقر إضافة إلى الظلم والإستبداد والإعتداء على الحقوق وقمع الحريات ونهب الثروات...

وبناء على ما سبق، فإنه يمكن التمييز بين أشكال من الفتن التي يمكن أن تسقط فيها المجتمعات الإنسانية المعاصرة، وفق التالي:

1- الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد.

إن الدافع الأساس في هذه الحالة هو مجرد مخاوف أو أوهام يستحضرها أطراف المجتمع المنتمون إلى ديانات مختلفة أو أحزاب مختلفة أو ربما أعراق وثقافات متباينة...

2- الفتنة بين أبناء الدين الواحد.

هذا النوع من الفتن تتسبب به تيارات وجماعات يرى كل واحدٍ منها أنه المعبر الأوحد عن حقيقة هذا الدين وأن الآخرين، بمخالفتهم لمنهاجه، قد ضلوا الطريق .والواجب الشرعي يدعوه إلى مقاتلتهم وإرغامهم على مغادرة ما أوقعوا أنفسهم فيه من البدع والإنحرافات والأباطيل...

3- الفتنة بين أبناء الجماعة الواحدة.

وهذا ما يمكن ملاحظته في مجتمعاتنا المعاصرة حيث يؤدي الإختلاف في وجهات النظر داخل الحزب الواحد أو الجماعة الواحدة أو السلطة الواحدة، إلى أن يشهر كل طرف سلاحه مفصحاً عن نيته في إستئصال مخالفيه والإستفراد بمقدرات السلطة أو الجماعة أو الحزب.

4- الفتنة بين أبناء المذاهب المختلفة.

مثل هذه الحالة قد أُشيعت في فترات مختلفة من تاريخ البشرية، داخل العديد من المجتمعات الإنسانية التي عانت طويلاً وما تزال تستذكر بعض المحطات الأليمة والموجعة التي تتحول عاملاً مستمراً من عوامل الفرقة والتقاتل والإنقسام في العالم الإسلامي كما في الغرب.


ثانياً: أما عن العوامل المساعدة في إثارة الفتن داخل المجتمعات الإنسانية فيمكن تصنيفها ما بين عوامل داخلية نابعة من قلب المجتمع وأخرى خارجية يسهم في إنتاجها بعض الخارج لأكثر من غاية وأكثر من هدف.

1- أما العوامل الداخلية فيمكن حصرها بالتالي:

أ‌- عدم تقبل الآخر.

هذه مسألة مرتبطة بثقافة المجتمع حيث يتم تبرير الصراعات والحروب الأهلية والفتن الداخلية وإرجاعها إلى الإختلافات الدينية أو السياسية أو العرقية والثقافية... فالمجتمعات الإنسانية بطبيعتها متنوعة يسودها شيء من الإختلاف بين أبنائها، وعدم الإعتراف بمثل هذا التنوع أو هذا الإختلاف وعدم تقبل الآخر من شأنه أن يتحول عنصراً مؤثراً مضافاً إلى عناصر أخرى قادرة على إنتاج حالة من الإضطراب والفوضى أو ربما من الصراع والإقتتال والحروب المتنقلة.

ب‌- المخاوف المتبادلة.

وهذه تعتبر من العوامل المؤثرة سلباً على العلاقة الأخوية التي من المفترض أنها هي السائدة داخل المجتمع الواحد، وبالتالي على إستقرار هذا المجتمع ووحدته. فالثقة المفقودة لا تعوضها محاولات التهدئة وإجتراح الحلول المؤقتة، ومجتمع هذه حالته لن يكون قادراً على الصمود طويلاً وهو منساق حتماً إلى ما لا يحبذه العقلاء من أبنائه أو المستنيرين من قادته.

ت‌- إستحضار التاريخ.

إذ يطيب للبعض إستعراض بعض المشاهد التي تستدعي العصبيات متناسياً أهمية التصدي لمشكلات وهموم الحاضر والبحث عما يمكن أن يحقق مستقبلاً مختلفاً تتطلع إليه الأجيال مبدية قلقها وإشمئزازها من الطريقة المعتمدة في معالجة الأمور. فالتاريخ إن لم يكن مجالاً للعبرة والإستفادة وتحصين المجتمع، فمن الأفضل عندها طمس وتغييب ما يمكن أن يتحول منه سبباً لآلام ومآسٍ متجددة.

ث‌- الرغبة في السيطرة.

قد تتولد لدى أطراف أو قوى معينة أوهام مفادها أن ظروفاً مؤاتية قد تهيأت أمامها وعليها إستغلالها إلى أقصى الحدود من أجل إخضاع الآخرين والسيطرة على المجتمع، مما يستدعي ردود فعل طبيعية تكون بمثابة عملية إنخراط في ما يعتبر كارثة لا يستطيع مجتمع إنساني تحمل أوزارها أو نتائجها.

ج‌- غياب الرؤية الإصلاحية.

إن رغبة الأطراف في الإستفادة من الواقع المتردي الذي يشهده المجتمع والإستئثار بما تبقى من مقدرات وخيرات والإستقالة من مهمات الإصلاح والتطوير الملقاة على عاتق أي مجتمع إنساني يحرص على الإستقرار، مثل هذه الرغبة وهذه الإستقالة تعتبر في نظرنا، من العوامل المقلقة التي تسهم في إنتاج وصناعة الفتن التي يمكن أن تُثار كل مرة يشعر فيها بعض الفاسدين المفسدين أنه مهدد بفقدان بعض أشكال هيمنته أو خسارة جزءٍ من مكتسباته غير المشروعة.


2- أما العوامل الخارجية فأهمها:

أ‌- قوى خارجية لديها الرغبة في خلخلة المجتمع بهدف تحقيق مكاسب معينة.

هذا ما نشاهده في مجتمعات معاصرة حيث تعمل بعض الحكومات على إثارة الفتن داخل مجتمعات تعتقد بأنها بهذه الطريقة تتمكن من المحافظة على مصالحها كما تدعي مثل هذه الحكومات التي ترى أن مصالحها لا تتحقق إلا عبر تخريب المجتمعات الأخرى التي ينبغي أن تبقى تحت سيطرتها ورهن إشارتها.

ب‌- قوى خارجية لديها الرغبة في السيطرة على المجتمع.

فإثارة الفتن في مجتمع ما تهدف في النهاية إلى السيطرة على هذا المجتمع وإخضاعه نهائياً لإرادة هذه القوى التي تتبنى مشروعاً لا إنسانياً عنوانه السيطرة لمجرد السيطرة إشباعاً لغريزة جامحة لا تعترف بمكانة الإنسان وتتنكر لكل القيم والمعايير الأخلاقية المعروفة.

ت‌- قوى عدوة تستخدم قوى محلية.

إن الذين لديهم الإستعداد ليكونوا في خدمة أعداء مجتمع ما، سيكون من السهل تحويلهم إلى أداة تستخدم في الوقت المناسب لإثارة الفتن والإنخراط في صراعات داخلية إستجابة لرغبة الأعداء في ذلك، إسهاماً منهم في إضعاف المجتمع تمهيداً لإسقاطه نهائياً.




ثالثاً: الإختلاف، هل هو طريق إلى الفتنة؟!

هذا سؤال ينبغي الإجابة عليه بكل مسؤولية، ذلك أن مثيري الفتن في المجتمعات الإنسانية المختلفة يستفيدون من مثل هذه الحقيقة ويمعنون في تصوير هذا الإختلاف سبباً كافياً لتعميق الخلاف داخل المجتمع الواحد، وفي تقديمه عاملاً أساسياً لإدخال المجتمع في حالة صراع لا تنتهي:

1- فالإختلاف السياسي ليس مقبولاً وينبغي أن لا يستمر.

2- والإختلاف الديني داخل المجتمع الواحد سبب جوهري للإقتتال الداخلي والحروب الدينية المتواصلة؟.

3- والإختلاف الفكري والثقافي مصيبة كبرى تمهد لصراعات مدمرة.

4- وكذلك الإختلاف العرقي ينبغي أن يحذر من خطورته باعتباره عامل تفجير من السذاجة تجاهله أو إهماله.

5- أما الإختلاف المذهبي فمسألة ليس بالمقدور تجاوزها بل يجب على الدوام تسليط الضوء على مقولة أنها كانت عبر التاريخ سبباً للصراعات والحروب الطويلة.

مثل هذه الأمور تفرض نفسها، بطريقة أو أخرى، عند الحديث عن الصراعات وعن الفتن، مما يستدعي موقفاً واضحاً وتوافقاً مسؤولاً يزيل كل غموض ويؤدي إلى حسم المسألة بطريقة تتلاءم وتنسجم مع ما نعلنه ونصرح به في جميع المناسبات.


رابعاً: الفتنة المذهبية، دوافعها ونتائجها.

إن مما يثير المخاوف لدى المسلمين في هذا العصر هو ما بات يعرف بمسألة إستثمار الأقليات في المجتمعات الإسلامية لإشاعة أجواء الإضطراب وزجّ هذه المجتمعات في صراعات الغاية منها قطع الطريق على عمليات الإصلاح التي يسعى إلى تنفيذها تيارات وحركات وقوى إسلامية يسوؤها ما يعانيه المسلمون من ظلم واستبداد ونهب للثروات وحالات تخلف وضعف وفقر وجهل...

إن الدافع الأساس لما يمكن أن يُسمى فتنة مذهبية هو ما ذكرت من رغبة لدى بعض القوى الدولية، ومشروع عمره مئات السنين عنوانه السيطرة على العالم الإسلامي والإستيلاء على المجتمعات الإسلامية عبر تجزئتها واحتضان ودعم حكومات أو سلطات مجرمة تعيث في البلاد فساداً، وإثارة الفتنة الطائفية أو حتى المذهبية وضرب القوى الإسلامية الممثلة الحقيقية للشعوب المسلمة، وصولاً إلى احتلال عدد من البلاد الإسلامية بطريقة مباشرة.

فما يسمى فتنة مذهبية إنما هي مسألة خطيرة جداً إلى الدرجة التي ينبغي أن تفرض على أولئك الذين يسعون، بوعي منهم أو من غير وعي، إلى إثارتها داخل المجتمعات الإسلامية مراجعة حساباتهم والتنبه إلى خطورة النتائج التي يمكن أن تخلفها، والعمل على التخلص من بعض الأوهام التي تبقى مجرد أوهام يستفيد منها من لا يريد خيراً لهذه الأمة وللعالم أجمع.

وإذا أردنا أن نحدد أكثر فإنه يمكن الحديث عن النتائج التالية:

1- الإستجابة لرغبة بعض القوى الدولية في سعيها الدؤوب من أجل السيطرة على العالم الإسلامي.

2- إضافة جديدة إلى جراحات الأمة وآلامها ومعاناتها.

3- تدمير القدرات المتواضعة التي تتمتع بها هذه الأمة الإسلامية.

4- المزيد من الظلم والإستبداد والقمع.

5- تمزيق المجتمعات الإسلامية.

6- قطع الطريق على مشاريع الإصلاح داخل بعض المجتمعات الإسلامية.

7- العجز عن دعم وتأييد عدد من قضايا الأمة.

8- إستعادة أجواء العداوة بين أبناء الأمة الإسلامية وإشاعة الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وإستثارة الكراهية والأحقاد.

هذا باختصار بعض ما يمكن أن ينتج عن أية محاولات جديدة لإثارة الغرائز داخل المجتمعات الإسلامية مع التشديد على أن من يسعون في الأرض فساداً وإفساداً مستفيدين من دعم وتأييد من هنا وهنالك وملبين للرغبة المكشوفة لدى بعض القوى في الإساءة إلى المسلمين وتعطيل أية إمكانية للخروج من الحالة الصعبة جداً التي تمر بها المجتمعات المسلمة، هؤلاء هم أول من سيدفع ثمن تآمره وجنونه وضلاله وحقده وجهله وغبائه...

إن الذي يعتمد التحريض أسلوباً والتآمر منهاجاً والقتل وإثارة الفتن سبيلاً إلى السلطة أو الحكم لن ينجو أبداً فالإسلام أقوى والمجتمعات الإسلامية أقدر على الصمود وهي عصيّة على السقوط والإنسان بإيمانه وقيمه هو الذي سينتصر في النهاية.


خامساً: الفكر الإسلامي.

ويقصد به مجموعة الأفكار والآراء المستوحاة من القرآن والسنة النبوية، والتي تحدد المفاهيم المتداولة والتي تتناول مناحي الحياة الإنسانية في ارتباطها بالله سبحانه وتعالى وبالكون، وفي تفاصيلها المتعلقة بالإنسان الفرد والأسرة والمجتمع...

مع هذا التعريف المقتضب، فإنه يمكن للفكر الإسلامي أن يقدم ما يُعتبر حلولاً للمشكلات التي يصادفها الإنسان، كما أنه، في اعتقادنا، يمتلك القدرة على توجيه الأنظار نحو ما يصلح للإنسان والمجتمع وما يُصلح الحياة بتفاصيلها.

ومن هنا يمكننا التأكيد بأن الدور الذي يؤديه الفكر الإسلامي هو دور كبير إلى الدرجة التي يصبح معها حضوره في كل مرة تواجهنا فيها مشكلة أكثر من حاجة وأكثر من ضرورة.

من أجل ذلك وقبل تحديد الدور الأساسي والذي يمكن أن يقوم به الفكر الإسلامي في منع الفتنة المذهبية، يصبح لزاماً علينا الإشارة إلى ما نظن أنه يمثل مكونات هذا الفكر أو المقومات الأساسية للفكر الإسلامي التي ينبغي إستحضارها في طريقنا إلى معالجة المشكلة التي ذكرنا.


سادساً: بعض مكونات الفكر الإسلامي.

في هذا المجال، فإننا سنذكر بعض الأفكار أو المعتقدات الأساسية والتي تعتبر قواسم مشتركة بين جميع المسلمين والتي من أهمها:


1- توحيد الخالق سبحانه وتعالى.

هذا هو الأصل الأول من أصول العقيدة الإسلامية. فالله الذي نعبده والذي نتوجه إليه بالدعاء ونطلب منه الهداية ونرجو رحمته ونسأله المغفرة هو إله واحد، هو الرحمن الرحيم الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} سورة البقرة، الآية 163. {... فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} سورة الحج، الآية 34. فالمسلمون الذين يؤمنون بالله تعالى واليوم الآخر هم إخوة بنص القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} سورة الحجرات، الآية 10. و "كل المؤمن على المؤمن حرام: دمه وماله وعرضه".



2- إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

القرآن كتاب الله تعالى، وحي الله وكلامه الذي جعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، هو دليلنا في جميع الظروف والمناسبات، وهو مرشدنا في طريقنا إلى الله تعالى، فمن جعله إمامه ومرجعه في كل قضاياه فلن يضل ولن يكون ممن يتبع الهوى "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً: كتاب الله وسنتي". وكذلك {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} سورة الإسراء، الآية 9.


3- الإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده.

هذا الدين الذي قال الله تعالى فيه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ...} سورة المائدة، الآية 3.

هذا الدين الذي ذكره الله سبحانه وتعالى، معتبراً إياه هو الدين دون سواه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران، الآية 85.

هذا الدين هو الذي يعلمنا كيف نفكر وكيف نتصرف وكيف نواجه الأمور بالطريقة التي تجعلنا أناساً جديرين برحمة الله تعالى وبقيادة مجتمعاتنا الإنسانية وجلب الخير لهذا الإنسان الذي يعاني الكثير.


4- النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الرحمة المهداة، هو الرسول القدوة.

إنه النبي الذي قال الله سبحانه وتعالى واصفاً إياه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} سورة الأنبياء، الآية 107. وقال أيضاً: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} سورة النجم، الآية 3-4. وقال في مكان آخر: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً {46} سورة الأحزاب.

وقال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن رسالته: الدين المعاملة، وقال في مجال آخر: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

وقال صلوات الله وتسليماته عليه: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَا هُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".

هذا هو باختصار نبي الرحمة الذي وصف نفسه بقوله: إنما أنا رحمة مهداة، الرسول القدوة الذي يتحتم علينا جميعاً إستيعاب رسالته وفهم الدين والدعوة التي أُمر بتبليغها، والإهتداء بهديه والإقتداء بسيرته والتمسك بسنته. ولا أعتقد أن أحداً منا إذا ما فعل ذلك، يمكن أن يوصف بغير صفة الإيمان أو أن يتهم أنه من أهل الضلال أو أنه يمكن أن يكون في غير مصلحة الإنسانية ووحدة الأمة والحرص على المجتمع واحتضان الإنسان وصيانة حقوقه والحفاظ على كونه وُلد حراً وينبغي أن يبقى كذلك.


5- وحدة الأمة المسلمة.

هذه قضية القضايا، أو هي ينبغي أن تكون كذلك. إذ أن الله سبحانه وتعالى حين تكلم عن الأمة المسلمة، وصفها بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ..} سورة آل عمران، الآية 110. ثم أكد وحدتها بقوله سبحانه وتعالى: {وأن هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} سورة الأنبياء، الآية 92. وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين تحدث عن جماعة المؤمنين فقال عنهم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". في تأكيد منه لا يقبل الجدل أو التأويل، على وحدة الأمة، وحدة المسلمين ووحدة المؤمنين.

إنها مسألة جديرة بأن تستعيد مكانتها في فكر الأمة، في فكر المسلمين، في مشروعنا الذي نجاهر به، والذي يعرّف الآخرين برؤيتنا حول ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع الذي نتحمل مسؤولية شرعية وأخلاقية وإنسانية حياله، أو حول ما ينبغي أن تكون عليه الأمة المسلمة أو حتى ما ينبغي أن تكون عليه الإنسانية بكاملها.

هل يمكن أن يكون بعد ذلك مجال للإجتهاد و أو التردد أو الحيرة: المسلمون أمة واحدة وكفى.


6- الإسلام دعوة عالمية.

هو كذلك مهما تقوّل المتقولون، ومهما ادّعى زوراً وبهتاناً بعض المبطلين. فالإسلام دين الإنسان، رسالة هداية ورحمة وإصلاح، يحتاجها الفرد كما يحتاجها المجتمع الإنساني، كما تتوق إليها الإنسانية في جميع العصور وجميع الظروف وجميع الأمكنة. إنه دليل الإنسانية في طريقها إلى العدل والمساواة، إلى الوحدة، إلى المحبة، إلى الصلاح إلى الخلاص...

فالأمة المسلمة التي هذه دعوتها والتي هذه رسالتها، هي أمة العدل والمساواة والوحدة والمحبة والمؤاخاة والصلاح. وأمة هذا هو شأنها لا يمكن إلا أن تكون في مقدمة الأمم تقود وترشد وتهدي، وإلا أن تكون مصدر كل خير ورعاية ومحبة.

إنما أردت أن يقتصر كلامي بخصوص مقومات الفكر الإسلامي على بعض الثوابت التي تُصنف في خانة الأفكار الأساسية التي ينبغي أن نذكرها عند الكلام عن الوحدة والشقاق، عن التعاون والتصارع، عن الأوضاع السوية والمستقرة والمواتية داخل المجتمعات الإسلامية أو عن الإضطرابات والقلاقل والفتن التي يمكن أن تضرب هذه المجتمعات فتدميها وتشكل أخطاراً حقيقية تتهدد الكيان والوجود والوحدة. ذلك أنه ومن دون ذكر مثل هذه الثوابت الأصول لن يكون بالإمكان التحدث عن دورٍ للفكر الإسلامي في إشاعة الإستقرار داخل المجتمع والحض على التواصل والتضامن، ومنع الفتن بجميع ألوانها والتي منها ما بات يطلق عليه إسم الفتنة المذهبية وهي تعني بالمفهوم العصري، الإقتتال بين المسلمين، أهل السنة والجماعة، وبين المسلمين الشيعة.

لقد بات الحديث عن فتنة مذهبية في بلاد المسلمين شيئاً يعبر عن مخاوف وهواجس وعن حالة قلق مستمر تنتاب بعض المجتمعات الإسلامية التي تمتاز بشيء من التنوع المذهبي حيث ينشط البعض، ولغايات ماكرة ومريبة، بهدف ضرب وحدة هذه المجتمعات وتخريب السلم الأهلي فيها وجر البلاد إلى حروب أهلية مدمرة. وهذا يؤدي بنا إلى طرح السؤال التالي: ما هو دور الفكر الإسلامي في منع الفتن المذهبية؟


سابعاً: دور الفكر الإسلامي في منع الفتنة المذهبية.

إنه مما يساعد على تطويق الخلافات ويحاصر الصراعات ويمنع الفتن بين المسلمين ويعين على تقريب وجهات النظر والتلاقي على درب المسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعاً بكوننا أمة الحق والخير والعدل والمساواة والصلاح... الأفكار أو الآراء التالية:


1- التشبث بالأصول.

وهي أمور قادرة على جعل المسلمين أمة واحدة، يتعاونون على البر والتقوى ويدعون إلى الخير، ويُخرِجون الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد...

هذه هي المهمة الأساسية التي أُوكلت إلى الإنسان، الإنسان المؤمن الصالح الذي يتجه إلى الله سبحانه وتعالى وإلى اليوم الآخر على الطريق القويم الذي خطه الخالق سبحانه وتعالى وأوضح معالمه خاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

فالإلتزام بهذه الأصول الثوابت التي أوردت بعضها في الفقرات السابقة، هو حماية حقيقية للمجتمعات الإسلامية وتحصينها وضرب جميع محاولات إثارة الفتن بين أبنائها.


2- الحرص على الإنسان.

إننا كمسلمين، مطالبون بأن نجعل الإنسان الفرد موضع اهتمامنا، وصلاحه وحقوقه وحريته وكرامته ومكانته ورقيه وتطوير قدراته، أحد أهدافنا الأساسية. إذ أنه وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً صحابته: "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس".

إن أمة هذه رسالتها لا يمكن أن تتخلى عن دعوتها وتُغرق شعوبها وأبناءها في ظلمات الفتن إستجابة لنداء الأهواء وسعياً لتحقيق مكاسب فئوية لا تمت إلى المصلحة العامة بصلة.




3- الحرص على المجتمع والعمل على إصلاحه.

هذه هي رسالة الإسلام، وهذا ما عبر عنه جميع الأنبياء والرسل وجميع المصلحين: {.. إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} سورة هود، الآية 88.

إن الحرص على المجتمع المسلم أو المجتمع الإنساني، والعمل الجاد من أجل أن يكون مجتمعاً صالحاً مستقراً، يلبي حاجات الإنسان، مجتمع العدالة والحرية والمساواة، مجتمعاً قوياً منيعاً محصناً، هو من المهام والمسؤوليات الأهم التي أوكلها الله سبحانه وتعالى إلينا وأمرنا بطاعته والإقتداء برسله وأنبيائه، صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين.

إن المجتمعات الإسلامية المعاصرة تحتاج منا إلى جهود كبيرة وإلى عمل دؤوب من أجل إخراجها من حالات التخلف والجهل والضعف والفقر، ومن أجل إصلاحها وإنقاذها من ظلم الظالمين ومن جرائم المستبدين و من ناهبي ثروات المجتمع المعتدين على حقوق الإنسان وحريته وكرامته، أو تحريرها من الإحتلال المباشر وغير المباشر، وجعلها مجتمعات إسلامية حقيقية على منهاج النبوة حيث الحق والخير والإيمان والجهاد والمؤاخاة والتعاون والتضامن والوحدة.

مثل هذه المهمات العظام، هل تبقي مكاناً للصراعات والإقتتال والفتن؟!


4- الإختلاف في الرؤى ووجهات النظر.

إنها من الأمور التي ينبغي النظر إليها على أنها أمور عادية ومشروعة، وهي مما يغني المجتمعات الإسلامية ويزودها بأفكار وآراء ومشاريع في مجالات الفقه والسياسة والقضايا المرتبطة بحياة الإنسان والمجتمع والعلاقات الإنسانية والدولية، ويساعدها على أن تكون من المجتمعات الإنسانية العلمية القابلة بمبدأ التطور وبمواكبة المتغيرات والإستفادة منها بالطريقة التي تعينها على إيجاد حلول ناجعة للمشكلات المستجدة والمتجددة على الدوام.

إن مثل هذه الإختلافات، ومهما بلغ عمقها، ينبغي أن لا تتحول عامل تحريض ومجال إتهامات متبادلة أو تصرفاً غرائزياً تمليه علينا النفوس الأمّارة بالسوء، بحيث نقع في المحظور الذي يحرمه الإسلام ويحذرنا منه رسولنا الكريم الذي يدعونا إلى الإجتهاد ويحذرنا من العصبيات والتباغض والفتن.


5- المذاهب الإسلامية.

هي مذاهب موجودة، وهي، من المفترض أنها مما يدخل في مجال الإختلاف المشروع والإجتهاد الذي دُعينا إليه. فإذا كانت كذلك، يصبح من الواجب أن يكون هناك تواصل مستمر وحوار حقيقي وصولاً إلى تفاهمات حول المسائل الإعتقادية أو الفقهية أو السياسية وبالحد الأدنى الذي تسمح به القاعدة التالية: نتعاون فيما إتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه.

إن الإختلاف فيما يرتبط بمسائل فقهية أو حتى اعتقادية، ليس من شأنه إثارة العصبيات وإشاعة أجواء الخلافات بين المسلمين. وأما الإختلاف السياسي فهو مما ينبغي أن يبقى في هذا الإطار من غير إعطائه لوناً عقائدياً يمزق الأمة ويقضي على وحدتها ويوقظ الفتن النائمة.

إن الشيء الذي يجب أن نعرفه ونتصرف على ضوئه هو أن طرفاً سياسياً، مهما بلغ حجمه، لا يمكن أن يختصر مذهباً من المذاهب أو أن يكون الممثل الوحيد لهذا المذهب أو ذاك. فالإدعاء بأن فريقاً سياسياً معيناً يعبر، من دون سواه عن أمة الإسلام، عن قضاياها ورسالتها ودعوتها وعقيدتها وشريعتها... يبقى إدعاءاً باطلاً لا يصمد أمام حقيقة أن المسلمين، وعلى الرغم من إختلافاتهم المشروعة ومذاهبهم ، هم أمة واحدة مطالبة بمعرفة الذات وبرعاية الشأن الإنساني وباجتراح الحلول لجميع المشكلات التي تقض مضاجع المجتمعات الإنسانية التي تعاني على الدوام مما يقترفه البعض من جرائم وأباطيل وظلم وضلال.


6- تنقية التاريخ.

وهي مهمة مرتبطة بصدقنا مع الله، إستجابة لنداء الخالق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة، الآية 119. ومرتبطة أيضاً بحرصنا على هذه الأمة ووحدتها وعلى هذه الرسالة وصفائها، وبإيماننا بقدرة الله ومكانة النبي وعظمة الإسلام الذي هو أساس الحق والخير والعدل على هذه الأرض.

بعض المؤرخين القدماء قدموا معطيات تاريخية تتضمن الكثير من الغرابة والكثير الكثير مما يتعارض حكماً مع حقيقة الإسلام ومع حقيقة الإيمان الذي ملأ نفوس الصحابة المسلمين نسج حياتهم بطريقة خاصة جعلت منهم خير القرون وخير الناس وخير القادة وخير المجتمعات...

مثل هذه الأمور هي من الأساسيات التي ينبغي علينا جميعاً أخذها بعين الإعتبار عند التصدي لقضايا مرتبطة بوحدة المسلمين وبالأخطار المحدقة وبعوامل الفرقة والإنقسام.

إن بعض من كتب تاريخ الإسلام والمسلمين، كان ممن وضع نصب عينيه الإساءة إلى الدين والإساءة إلى التاريخ والطعن في صدق الأمة المسلمة ودورها ومقدرتها على قيادة الأمم وإرشادها إلى الحق والعدل والأخذ بيدها إلى الخلاص. وواجبنا نحن، أمام هذه الجريمة النكراء التي أدت إلى إنقسام المسلمين وتفرق شعوب الأرض من حولهم، المبادرة إلى إظهار الحقائق وتحذير المسلمين من مغبة الإنسياق خلف هذه الأكاذيب التي أوقدت نار الفتن وهي تجد من يتبناها ويروج لها في محاولة لإشعال فتن جديدة ومتنقلة داخل هذا المجتمع المسلم أو ذاك.


7- دور الآخرين في إشاعة الفرقة بين المسلمين.

هذا مما ينبغي التنبه إليه عند الكلام عن بعض أحداث التاريخ أو عند التوقف باستغراب كبير عند الظروف المصطنعة التي أدت إلى ظهور فرق متناحرة ومتراشقة بأصناف التهم، بعضها أخرج نفسه بشكل أو آخر من دائرة الإسلام وبعضها الآخر إبتدع في الدين ما ليس منه وصنع لنفسه أفكاراً حكم على الآخرين من خلالها... لأن مثل هذه الأحداث ومثل هذه الأشياء إنما حصلت برعاية واحتضان جهات تناصب الإسلام والمسلمين العداء، أسماهم الله سبحانه وتعالى بالمنافقين، وهم ينشطون في الليل والنهار في جميع الأوقات والظروف والمناسبات ليس لهم من غاية سوى العمل على إشاعة الفرقة بين المسلمين، بين أبناء المجتمع الواحد، وصناعة الأوهام لدى البعض من أولئك الذين لديهم القابلية لتصديق كل شيء، أو التلويح بالمغريات أمام بعض الطامعين الساعين بطريقة غير مشروعة من أجل الحصول على المال والسلطة، أو إثارة الأحقاد وسط من يظهرون رغبتهم في الإنتقام وتصفية الحسابات.

وكلنا يرى ما يحصل اليوم من تهييج للأقليات داخل المجتمعات المسلمة في محاولة مكشوفة من الآخرين لإنتاج صراعات جديدة تمهد لسيطرة بعض القوى الدولية وإحتلالات مباشرة سريعة، مع اعترافنا، كما ذكرت سابقاً، بأن مجتمعاتنا الإسلامية هي مجتمعات مسيطر عليها وهي تشهد صنوف الظلم والقهر والإستبداد التي لا ينجو منها أحد أكان مسلماً أم غير مسلم، أكان مسلماً سنياً أم شيعياً.

الأخطار كبيرة وكبيرة جداً، وواجبنا كمسلمين التصدي لمثل هذه المحاولات المكشوفة ومواجهتها بكل أشكال المواجهة والتي من أهمها وأفضلها وأكثرها إلحاحاً المحافظة على وحدة الداخل وتحصين المجتمع عبر إجراء الإصلاحات الشاملة التي تبدأ بالإصلاح السياسي والذي هو في نظرنا المدخل الذي لا بد منه، المدخل الطبيعي والضروري والحتمي إلى الإصلاح الذي ينبغي أن يشمل جميع شؤون المجتمع: القضائية والأمنية والإدارية والمالية والإقتصادية والتربوية والإجتماعية والصحية والعلمية والأخلاقية والسلوكية...



8- الحركات والقوى الإسلامية.

إنه، وحتى يكون لهذه الأفكار، للفكر الإسلامي تأثيره وفاعليته، لا بد من فئة مؤمنة تقوم بواجب الدعوة إلى الله تعالى، وبتبني جميع الأفكار المعبرة عن حقيقة الإسلام والمستمدة من مصادر الدين العظيم: القرآن الكريم والسنّة المطهرة، وبواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبتلبية رغبة الشعوب المسلمة في الإصلاح ومواكبة تحفزها للإنقضاض على رموز الفساد والظلم والتخلف مثيري الفتن في المجتمعات الإسلامية: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران، الآية 104.

إن القوى الإسلامية، على اختلافها، ينبغي أن تأخذ على عاتقها مهمة الإصلاح، حفاظاً على وحدة المجتمعات المسلمة ووحدة الأمة المسلمة، وحرصاً على أن يكون للإسلام الكلمة الفصل في كل شأن من شؤون حياتنا، ودرءاً لكل أشكال الفتن ما ظهر منها وما بطن، إستجابة لأمر الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة الأنفال، الآية 25. وحماية للمجتمعات المسلمة ووضع حد للإعتداءات التي تتعرض لها وإنهاء الإحتلالات المباشرة وغير المباشرة، وسعياً إلى الإنفتاح على المجتمعات الإنسانية الأخرى التي هي بحاجة إلى الإسلام، كما نحن، بكونه الدين الحق الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده أجمعين.

هذه بعض الأفكار التي أراها مناسبة في هذا المجال، وهذا هو بعض الدور الذي يمكن للفكر الإسلامي القيام به منعاً للفتنة المذهبية ودرءاً للأخطار المحدقة بالأمة المسلمة، وصوناً لوحدة المسلمين، وتعزيزاً لأهمية الدعوة إلى الله وإتباع شريعته، وطمعاً برحمة الله تعالى وعفوه ومغفرته، وخوفاً من سخطه وعذابه: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} سورة البقرة، الآية 281.

ومن لديه اي تعديل او اراء فليطلعنا به نستفيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حازم امين الفهد
مشرف المنتدى الرياضي
حازم امين الفهد



الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين    الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 28, 2010 7:15 am

اخواني موضوع طويل لكنه اعتقد برايي انه مهم
ويجب ان ننتبه من دعاة الفرقة من جميع الفرق الاسلامية
نرجوا طرح ارائكم ومشكورين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الجيلاني
مراقب عام
مراقب عام
محمد الجيلاني



الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين    الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 28, 2010 8:30 am

مشكور حازم وجزاك الله الف خير سلمت يمناك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حازم امين الفهد
مشرف المنتدى الرياضي
حازم امين الفهد



الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين    الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 28, 2010 8:57 am

مشكور اخوي محمد ونرجوا من جميع الاعضاء الاطلاع عليه وقرائته جيداً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتنة بين ابناء المسلمين وبين الطوائف الاسلامية واثارها لتفكك المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القبض على اثنين من ابناء الاحمر
» الحضارة الاسلامية
» زوامل بين علي سالم البيض وبين علي صالح عفاش
» ليمن إن أي حوار بينه وبين تنظيم القاعدة
» التظامن مع ابناء الجعاشن واجب ديني وانساني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبي عابد :: الفئة الأولى :: قسم المنتديات الدينية :: منتدى الخطب والمواعظ-
انتقل الى: