رساله إلى الملكه بلقيس

رسـالة الى الملكة بلقيـس

--------------------------------------------------------------------------------

نتسلق سلم الذاكرة إلى الوراء
نطوف حول ذاكرتنا المنتهية بألم واقعنا المنفلت
تضيع أشياءنا ونحن نتنقل بين رغبتنا في لذة التيه بين ماض سلبنا قدرة الإنطلاق وحاضر سلبنا لذة الذكرى ،،
الماضي أمجاد وبطولات ،، قوة اقتصادية ،،وعسكرية ،،وفكرية
الحاضر ،، نقف بلهفة مرتجفة،،خبرعاجل: مقتل 20عربيا في سوقٍ للخضار،،اختطاف صحفي،، اغتيال مسؤول لأنه رفض رشوة قبلية وتعيين آخر وزيرا لأنه رقص مع عاهرة في ليلة حمراء
القبض على إرهابي،،ارتفاع أسعار النفط في خطة لمكافحة الفساد ....
وبين بؤس الماضي والحاضر نقف مشلولين بغباء ،،مخدرين بنشوة الإرتهان للخارج ،،



إنه مني وإنه بسم الله الرّحمن الرحيم

إلى جلالة الملكة بلقيس ملكة اليمن
تحية بعبق البن المفقود

ها نحن نعلق على باب مملكتكِ أهداب عيون الفقراء
وآمال المشردين على أرصفة الوهم
وبقايا أمنيات لا أدري كيف شردت من جحيم الوطن

بلقيس أيتها الملكة الرشيدة ،،الوطن يلقي على مسامعنا صرخات الألم كل يوم،،
يسمعنا فحيح مواجعه ،، وأنت على ذاكرة التاريخ شامخة لم يبق لنا من عظمتك غير سطور ألهبناها فخرا كاذبا وتعاليا غبيا وليس لنا من معبدك وقصورك سوى أحزمة متفجرة نستقبل بها عجائز أوروبا حين يكشفن عن سيقانهن..

بلقيس أيتها المرأة العاقلة،، والملكة التي اختارها الشعب دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الوقوف في طوابير الانتخابات اللعينة ،،ولا بهتان الصناديق المزورة ،، ولا عساكر القبائل التي لا تؤمن سوى بلغة البنادق والإنتماء الأحمق ،،

أتعلمين ماذا حدث بعد رحيلك إلى سليمان !!

فقد المجد تضاريسه ،، تضاءل الوطن حتى صار أضيق من خرمة حبة بر نستوردها من الخارج ..
تناساك قومك ،،لم يعبدوا الشمس والقمر بعد رحيلك لكنهم عبدوا عجوزا شمطاء تحمل لهم وردة حمراء تغازل بها حكاما ألفوا العمالة كما ألفتِ المجد والقوة والعدل ،،فالطغاة دائما يعشقون الوردة الحمراء لان هذا اللون يجعلهم يشعرون بشذوذ غايتهم ،،،
ويختبئون خلفه خوفا من شمطاء البيت الأبيض .
هل علمتِ إذن كيف وصل البؤس بقومك بعد الرحيل
سيدتي الملكة:
النساء بعدك لا يجدن سوى الطبخ ،،والحكام بعدك لا يساوون امرأة،،
كل يوم نرمي أثر كرسيّك الذهبي بسهم الخيانة القذر،،فلا تؤاخذينا بما فعله المتآمرون منا
لا أحد يرمي تاريخه بسهم خائن سوى نحن
نحن فقط،،
***
أتعلمين!
يغار اولئك حين نذكر لهم تاريخك
تتملكهم الرغبة بأن لو كانوا نساءً
وتتملكنا الرغبة نحن ((())ليتهم كانوا أشباه نساء())
كل ما فعله بنو قومي بعد فترة غياب أن سمّوا الشوارع باسم بلقيس والنوادي باسم بلقيس والمراقص باسم بلقيس ،، ومدنهم المسروقة من عرق الفقراء بإسم بلقيس
وينهبون الوطن والشعب باسم ديمقراطية بلقيس فليتهم تركوا بلقيس ترتاح في قبرها فلو عادت إلينا لحكموا عليها بالسجن المؤبد بتهمة العمالة والأنوثة والكبرياء

***
انقطع الهدهد عن زيارتنا بعدكِ ،، وحلقت بدلا منه طائراتهم ،،تقصف احلامنا
فليس لنا حقٌ بأن نحلم في وطن أصبح مجرد الحلم فيه جريمةٌ لا تُغتفر ،،
افتقدناكِ أيتها العظيمة
افتقدنا حكمتكِ النادرة التي غابت عن اولئك الذين انتعلوا دمائنا وخبزنا وامتصوا رحيقنا
كم نحن بحاجة لتصنعي لنا من شفاه العيد أثوابا للفقراء
ومن نعومة الغيم بسمة لليتامى
ومن اشعة الفجر مجدا سرقه الأغبياء
كم نحن بحاجة لأن تجمعي قومكِ وتطلبين منهم الرد على رسائل اوباما حين يهددنا ويتوعدنا
كم نحن بحاجة إلى ضوءك وظلّكِ
آهٍ لو تعلمين ..
كيف أصبح المستشارون آلاتٍ بيد الحكام والطغاة يحركونهم كالدمى وكالآلات
***
النعوش تسرقنا
الموت يبتلعنا كالطوفان
والبسمة لا تجد طريقا إلى شفاهنا
فاعذريني أيتها الملكة المبجلة إن بكيت على عتبة قصرك المشيد
فلقد أسلمتِ مع سليمان لله ربّ العالمين
وحكامنا أسلموا امرهم لأمريكا والغرب اللعين