منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبي عابد

منتديات أبي عابد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبوعابدالقرضي
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
أبوعابدالقرضي



خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ Empty
مُساهمةموضوع: خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ   خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ I_icon_minitimeالسبت مايو 14, 2011 7:30 pm

خطبة / حرمة الدماء / ألقاها أبوعابد / 10جمادآخر 1432هـ


أمَّا بعد: فيا عبادَ الله ، أنفَسُ ما يُوصَى به دَوامًا لمن رامَ اجتماعًا والتئامًا وهفَا للحقِّ اعتصامًا به والتِزامًا وقصدًا للوحدة الإسلاميّة واعتِزامًا تقوَى الله دوامًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران: 102].

إخوةَ الإيمانِ، مَن أنعمَ النَّظرَ في آفاقِ التأريخِ العافي والأَمَم واستقرأَ أحوالَ الأُمَم وما نابَها مِن غِيَر الدُّثُور بعد الاستقرارِ والظهور عبرَ الدهور ألفَى دونَ عَناء وبمديدِ الجلاء أنَّ ما أصابها من التّشرذُم أو الفَناء والهلَكَة والانمِحاء إنما سَببُه قاصِمةٌ دهيَاء، هي بَريدُ الشِّقاق والفَساد، ومَطيَّةُ القلاقِل والكَسادِ، وداعيَةُ الفِتن والخُسران والهوانِ والخُذلان، تلكم -يا رعاكم الله- هي صِفة التنازُع والشِّقاق والتخالُف والافتراق، إنها الخَطْبُ الراصِد والبلاءُ الوافد والجهلُ الحاصِد، ما زحَفَت أصلالُها في مجتمَع إلا مزَّقَته شَذَر مذَر، وأردَتْه حديثًا لمن غَبَر، وآضَ عبرةً لمن اعتبَر.

وفي ديارِ الإسلامِ أناخَت تِلك الرزِيَّةُ كلكَلَها بقَدَر، ولن يصُدَّ تيَّارَ هاتيكَ التشتُّت وأتِيَّه ولن يُقوِّم مُعوَجَّه وعصِيَّه إلا اتحادُ المسلمين وتلاحُمهم وترابُط أواخيهم وتراحُمهم، وتلكم هي الشّعيرة التي احتفَى بها الإسلامُ أيَّ احتفاءٍ، فوطَّدَها وعزَّزها ووتَّدَها، أليسَت هي عماد القوة والمُنَّة، ونعمَت النعمةُ والمِنَّة؟! يقول جل جلاله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[آل عمران: 103]؛ وذلك -يا عبادَ الله- لما يتَرتَّبُ على الاتحاد من المحبة والوِدادِ واستئصالِ السخائمِ والأحقاد.

أيّها المسلمون، فإذا انقادَت الأمّةُ فكريًّا وسياسيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا للائتلاف، ونبذَت ظهريًّا الاختلاف، واستمسَكَت بالحق وأزِمَّته، وانقادَت للدين وشِرعَته، قرَّت منها العين، وفازَت بالحُسنيَيْن، واندفَعت عنها الشرور، وانقمع الثُّبُور، وأحرَزَت في العالمين توقيرًا وهيبةً واحترامًا، ولم ينَل منها المُتربِّصون مرامًا،

معاشر المسلمين، ولئن اصطلَحَت على أمّتنا الأبِيَّة مع الأسَى أعضلُ أدواءِ التنافُر والشتات والتناثُر، وحاقَ بفئامٍ التّغطرُس والفَشل، فأصبحَ هادِيهم النَّصَلَ والأَسَل، فأراقوا الدماء على مسارِحِ اليَهْماء، جرَّاءَ الرُّعونة العمياء، وكانوا أنكَى في الإسلامِ من أعدائه، وأشدَّ ضراوةً على أوليائه، وتشفيًّا من أبنائه، فليتذكَّروا أن الظلمَ قصيرُ المدّة فَليلُ العُدَّة، وإن تناهَى في البطشِ والشدَّة، وتظاهَر بالسطوَة والحِدَّة، وفي مسطور الحِكَم: "مَن طال تعدِّيه كثُرت أعادِيه".
يتحدَّثُ القَصفُ الرَّهيبُ بلَهجةٍ مسروقةٍ من لهجَة الزلزالِ
يـــــــــــــا إخوةَ الإســـلام ســـافرَ حُزنُنـــا فينــــا وأوغــــــــــــلَ أيَّمــــــا إيغَــــالِ


إخوةَ الإسلام، يُساف ذلك والألمُ المُبرِّحُ ملءَ دواخِلنا؛ حيث غدا شأنُ الأمة في أمرٍ مريجٍ، والحقُّ والباطلُ في مزيجٍ، تُزمجِرُ بالمجتمَعات القواصِمُ القواصِف والفتنُ العواصِف، ومُقدَّراتُها في تناهُب وسلبٍ وتواهُب

وما سببُ ذلك إلا البُعدُ عن صِراطِ العزيز الحميد، الذي صمُّوا عن هديِه ودعائه، وعَمُوا عن نورِه وضيائه، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[الإسراء: 9]. مع انحرافٍ في تلقِّي الوَحيَيْن وسوءِ الفهمِ واستحكامِ الهوى وغلبةِ الوَهم، وذلك شرُّ أَدواءِ الفُرقة وبَالاً، وأشدُّها في الأمّة فتكًا بالقلوبِ واستِفعالاً.
فمـــا الشِّقــــاقُ بُناةَ المجـــدِ مَبــــدؤُكـــــم ولا النّزاعُ ولا الإحجامُ عن قِيَمِ
فسارِعوا سدَّ ثغرِ الخُلفِ واعتَصِموا لو اعتصَمنَـا بحبـــــلِ الله لم نُضَــــمِ




أمةَ الإسلام، وتِلقاء هذه المرحلةِ العصيبة في الأمة من التنصُّل والتشتت والتمزُّع ونُوَب التفرُّق والتوزُّع التي تدُكُّ صرحَ الأمة دكًّا لزِمَ استنباءُ الأحداث، واستشفافُ العِبَر، وتقويمُ قضايانا الإسلامية بمِسبار الشفافية والاستِهداء، وصحّة التمييز بين الألِدَّاء والأوِدَّاء، ودقّةِ الموازنة في جلبِ المصالحِ ودرءِ المفاسِد، وبَصيرةٍ نافذة لتحقيقِ الطموح والآمال وتعزيز مناهِجِ الوسَطِ والاعتدال، التي تُحقِّقُ النموذجَ والمثالَ في التآلُف وبديع الامتِثال، وأن تُبنَى النّفوس ويُربَّى شبابُ الأمّة -معقِدُ أملها الباسِل- على ثقافة الحوار والائتلاف والترابُط وذمِّ الاختلاف، في سموٍّ للنيات عن الذاتيات والأنانيَّات، ومقيت الحِزبيَّات وآسِن العصبيَّات ووبيلِ الأفكار الهادِمات التي تجُرُّ المآسي وتتأبَّى عن رفوِ المُواسِي، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم: 31، 32]، مع الرجوعِ لأعلام الهُدى ومصابيح الدُّجَى وأنوار الاقتِدا: العلماءِ الربانيين الذين تُجلَّى بعلومهم حوازِمُ الأمور وفتنٌ ظلمَاءُ كالدَّيْجُور، وتُشدُّ لهم في المُعضِلات الرِّحال، وبهم تُحدى مطايا الائتلاف والآمال، فالصُّدُور عنهم لا سيَّما في الفتن والأزماتِ لهو المنهجُ الحقّ الأنقى، وسبيلُ الرشاد والسلام الأقوى، وبذلك تستأنِفُ أمتُنا العتيدة مكانتها المُشرِقة وتماسُكها واتحادَها واستقرارَها واعتِدادَها، فيرهَبُها الجافِي، وينعطِفُ إليها المُوافِي، وتقتعِدُ بإذن الله غاربَ العزّةِ والهُدى، وترتبِئ نواحِيَ الإصلاح بسيطِ المدى؛ فتُرى في كلّ مجتمعٍ قويةَ الكِيان مُتراصَّةَ البُنيان نديَّة الوجدان، حول الكتاب والسنة مُلتفَّة، وبالجماعة معتصِمةً مُحتفَّة؛ ما صحَّت العزائمُ والطوايا، وخلُصَت الهِمَمُ والنوايا، وما ذلك على الله بعزيز.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 83].

بارك الله لي ولَكم في القرآنِ والسنّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافّة المسلِمين والمسلِمات من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنه كان توابًا.

الخطبة الثانية



الحمد لله، أسبَغ علينا نِعَمًا مباركاتٍ تتالَت أفواجًا، وحذَّر ممّن سعَى بالفِتَن بين المسلمين وذَاجا، وصلواتُ الله على رسوله ومُصطفاه، وعلى آلهِ وصحابتِه البالغين من التلاحُم أثباجا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلمَّ تسليمًا طيّبًا ما لهَجَ ضارِعٌ بالدعاءِ إلهاجًا.

أمّا بعد: إخوةَ الإيمان ، حينما نرى من يتساهل في دماء المسلمين وحرماتهم كما هو الحال في الأحداث الراهنة من تسليح للشباب وكذا ما نراه في بلاد المسلمين من استرخاص الدماء والقتل والتفجير الجماعي مثل ما يحصل في ليبيا من حوادث وأحداث قتلا وسفكا وتفجيرا وتدميرا وما يحدث في بلادنا بلاد الإيمان والحكمة ، بلاد العزة والكرامة ، يمننا الحبيب إن ما يحدث في الأيام الراهنة من قتل للنفوس وإزهاق للأرواح ، إنها جريمة ضد الإنسانية ، لم تحدث في يمننا الحبيبة منذ عرفناها ، فتباً ثم تباً لمن قام بذلك ، أو رضي بذالك ، أوساعد لأجل ذلك .

{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)}

" لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم "

( ولزوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي وقال حديث حسن .

( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد)

وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله تعالى في النار )رواه الترمذي وقال حديث حسن

( ولن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)

نسأل الله أن لا تغرب شمس هذا اليوم إلا بهلاك الظالمين والمعتدين والمفسدين ، نسأل الله أن يرينا فيهم يوماً أسودا كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خالف إنه على ذلك قدير .

نسأل الله بمنه وكرمه أن يحقن دمائنا ، ويصن أعراضنا ، ويحفظ أموالنا ، وأمننا واستقرارنا ووحدتنا إنه على ذلك قدير .

هذا وصلوا وسلموا على خير البريّة وأزكى البشريّة رسولِ الله محمد بنِ عبد الله الهاشمي القرشيّ.

اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الفهد
عضو جديد
عضو جديد
يوسف الفهد



خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ   خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ I_icon_minitimeالأحد مايو 15, 2011 9:46 am

جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البتول
عضو جديد
عضو جديد
avatar



خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ   خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 17, 2011 8:10 am

كل كلمة تقال لله عزوجل سيكون لها التأثير المدوي وسيسجلها التأريخ شكرأ لأبي عابد على الجهود المبذوله في هذه الأيام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو جميل
مراقب عام
مراقب عام
أبو جميل



خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ   خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ I_icon_minitimeالجمعة مايو 27, 2011 4:13 am

جزاك الله خيرا يا اباعابد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة / حرمة الدماء . ألقاها أبوعابد10جمادآخر1432هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة بعنوان حرمة أذية المسلمين 22جمادأول1431هـ
» خطبة التذكيربالموت . ألقاها أبوعابد28محرم1433
» خطبة / يوم عاشورا / ألقاها أبوعابد5محرم35هـ
» خطبة صلة الأرحام/ألقاها أبوعابد24ذوالحجة 1433هـ
» خطبة / الإسراء والمعراج/ ألقاها أبوعابد3رجب1435هـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبي عابد :: الفئة الأولى :: قسم المنتديات الدينية :: منتدى الخطب والمواعظ-
انتقل الى: