منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
منتديات أبي عابد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبي عابد

منتديات أبي عابد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة بعنوان حقوق الانسان في الاسلام 24ربيع اخر36

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعابدالقرضي
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
أبوعابدالقرضي



خطبة بعنوان حقوق الانسان في الاسلام 24ربيع اخر36 Empty
مُساهمةموضوع: خطبة بعنوان حقوق الانسان في الاسلام 24ربيع اخر36   خطبة بعنوان حقوق الانسان في الاسلام 24ربيع اخر36 I_icon_minitimeالجمعة فبراير 13, 2015 1:55 pm

عباد الله: يقول عز وجل: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنتم فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين [آل عمران:159].

وقال أيضاً: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين [آل عمران:134].

وقال : ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه))[1].

أيها المسلمون: ينزل الله على نبيه، ، قوله: وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه [التوبة:6].

 إن جاءك مشرك معه أطروحة، عنده شبهة، يريد أن يتكلم، فاستمع له وافتح له صدرك، وأسمعه كلام الله، لا تعنّفه، ولا تقده إلى الحبس، ولا تلقه في غياهب السجون.

والمواقف التي تدل على حقوق الإنسان في الإسلام كثيرة جداً.

أذكر منها ثلاثة ، تبين قيمة الإنسان في الإسلام، وأنه ليس بهيمة، إنه إنسان سميع بصير، جعل الله له حقاً ورأياً وكلمة، عنده قلم يحمل إبداعاً، وقد يكون هذا الإنسان خيراً منك عند الله، وأقوم قيلاً.

الموقف الأول: أراد عليه الصلاة والسلام، أن يرجع إلى مكة ليفتحها، فكتم الأمر، إلا عن بعض أصحابه، وفشا في الناس أنه يريد حنيناً، فلما كان بالروحاء قال عليه الصلاة والسلام: ((اللهم عمّ عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة)).

إذن فالأمر سرّ لا يجوز كشفه، ومع ذلك ينطلق أحد الصحابة، فيكتب رسالة خائنة، يخبر قريشاً بخبر رسول الله وأنه سوف يغزوهم، ثم أعطى الرسالة امرأة فوضعتها في عقيصة رأسها.

ذهبت المرأة إلى قريش، وفي الطريق عند روضة خاخ، بين مكة والمدينة، أنزل الله الخبر من السماء، فانطلق فارسان من المسلمين، وأدركا هذه المرأة، وأخذا منها الكتاب.

خيانة مكشوفة، إفشاء لأسرار عسكرية، ومن الذي فعل ذلك، إنه حاطب بن أبي بلتعة، أحد الذين شهدوا بدراً، فاستدعاه عليه الصلاة والسلام، ليشهد على نفسه أمام الله، وأمام المسلمين، وأمام التاريخ، فقال عمر: يا رسول الله، إنه خان الله ورسوله، دعني لأضرب عنقه.

ولكن. .قتل الإنسان ليس سهلاً. .حبس الإنسان ليس سهلاً، مصادرة رأي الإنسان ليس سهلاً.

فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((يا عمر وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))[3]، فأنزل الله – عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوكم أولياء [الممتحنة:1].

ويستمر الرسول عليه الصلاة والسلام في طريقه نحو الفتح، فيفتح الله عليه مكة في رمضان، ويلقاه أبو سفيان بن الحارث الذي قاتله، وسبه، وأخذ ماله، وأخرجه من داره، يلقاه أبو سفيان. فيسلم عليه ثم يقول: يا رسول الله: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين [يوسف:91]. فتسيل دموعه، عليه الصلاة والسلام، ويجيب: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين [يوسف:92].

فيدخل عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً منتصراً، يسحق الأصنام ويحطّم الشرك والوثنية.

ولما أذن المؤذن لصلاة الظهر، أخذ بأصابعه الشريفة حلق باب الكعبة، وهزها وقال: الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، يا معشر قريش: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء[4].

نعم، إنها حقوق الإنسان، إن من حقك أن تعيش محترماً؛ في كلمتك، وفي رأيك، وفي بيتك، وفي قلمك، وفي مالك، لا تعيش خوفاً ولا بطشاً، ولا إرهاباً ولا تخويفاً، وهذا ما كفله الإسلام لجميع المسلمين على حد سواء، لا فرق بين أبيض وأسود، ولا غني وفقير، ولا كبير وصغير؛ الكل في ميزان الإسلام سواء. 

وموقف ثان: أتت ثياب من اليمن، فوزعها أمير المؤمنين عمر على الناس، كل مسلم له ثوب، وبقي ثوب لأمير المؤمنين فلبسه، فوصل الثوب إلى ركبتيه، فقال لابنه عبد الله: يا عبد الله، أعطني ثوبك الذي هو حصتك، فأعطاه ثوبه، فوصل عمر ثوبه بثوب ابنه عبد الله ولبسهما. 

وصعد الخليفة يخطب في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اسمعوا لما سوف أحدثكم عنه.

لكن سلمان له رصيد من الإيمان، فهو ليس بقرشي، ولا هاشمي، ولا عربي، ولا هو من قرابة الخليفة حتى ينال حصانة دبلوماسية لئلا تناله الأيدي، فهو فارسي أوصله الإسلام إلى شرف: ((سلمان منا آل البيت))[5]. فيصرخ سلمان: والله لا نسمع، ولا نعي، قال عمر : ولم؟ قال: لأنك تلبس ثوبين، وتلبسنا ثوباً واحداً، أين العدالة ؟ التفت عمر نحو إبنه عبدالله و قال : يا عبد الله: قم فأجب ، فقام عبد الله والناس سكوت، فقال: إن أبي رجل طويل لا يكفيه ثوب، فأعطيته ثوبي، فوصله بثوبه ولبسهما. وهنا قال سلمان: يا أمير المؤمنين الآن قل نسمع، وأمر نطع.

إن هذا هو الإسلام الذي حرّر الناس من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا، إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان، إلى عدل الإسلام.

وثالث المواقف: أن عمر أراد أن يختبر جرأة الناس في الحق، أراد أن يُشطّب على سجلات النفاق والمجاملة والكذب والمدح بغير حق، فوقف على المنبر، ثم قطع الخطبة وقال: ما أنتم قائلون لو رأيتموني حدتُ عن الطريق هكذا..  ماذا ستفعلون لو انحرفت عن المنهج الرباني؟ ما موقفكم لو ظلمت وطغيت؟

لو كان هؤلاء غير رعية عمر لقالوا: أنت لا تخطئ، أنت لا تضل ولا تنسى. .أنت نور الزمان وكوكبة الفلك، وبركة الوقت.. كما هي عادة الشعوب اليوم .  

أما رعية عمر فليسوا من هذا النوع من البشر فيقف أعرابي في آخر المسجد، ويأخذ سيفه من جانب السارية، ويرفعه إلى السماء ليراه أمير المؤمنين، ويقول: والله يا أمير المؤمنين، لو رأيناك حدت عن الطريق هكذا.. لقلنا بالسيوف هكذا، قال عمر وعيناه تذرفان فرحاً: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا حدت عن الطريق هكذا قاموا عليّ بالسيوف هكذا.

إن الأمة الممسوخة، هي التي لا تبدي الرأي البناء الصادق، الذي لا يهدّم أمناً، ولا يثير فتنة، ولا يلعب بمقدرات الناس، أما الأمة الواعية فهي التي تقوّم الانحراف، وتقول للمخطئ أخطأت، وللظالم ظلمت، وللمصيب أصبت، وللعادل عدلت. يقول عليه الصلاة والسلام: ((إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم فقد تُودع منها))[6]. أي سقطت من عين الله، فلا يرضاها أمة شاهدة، ولا يرضاها أمة رائدة، ولا أمة وسطاً.

أيها المسلمون: هذه هي حقوق الإنسان بكل ألوانه وصفاته ، حقوق الشعث الغبر، الذين ينامون على الرمضاء، ويلتحفون بالسماء، حقوق الذين يريدون أن يتحدثوا وينصحوا ويوجهوا . " إن أكرمكم عندالله أتقاكم "

 

خطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وليّ الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

عباد الله: إن الله – عز وجل – قد أكمل لنا الدين وأتمّ علينا النعمة برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً [المائدة:3].

وصح عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ((تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))[1].

ذهب عمر رضي الله عنه وأرضاه – إلى قرية من قرى اليهود، فوجد فيها كتاب التوراة، فأخذ منها نسخة، وأتى بها النبي ، فلما رآها النبي غضب، وقال عمر – -: ((أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لو أن موسى، ، كان حياً، ما وسعه إلا أن يتبعني))[2].

أما أتى بالقرآن والسنة؟ أما أدى الأمانة وبلغ الرسالة؟ أما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة؟ فلا يحتاج عبد إلى عقيدة، أو عبادة، أو معاملة، أو سلوك، إلا وجد ذلك في الكتاب والسنة!!

أما علمنا رسولنا كيف نأكل، وكيف نشرب، وكيف ننام؟ فمالنا نصد عن منهج الله؟ ومالنا لا نتبع أوامر رسول الله؟

أيها الناس : لقد انتشر بين كثير من الناس في بلاد الإسلام السحر والشعوذة و خزعبلات، وضلالات، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور [النور:40].

واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً [مريم:81-82].

واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً [الفرقان:3].

صح عنه أنه قال: ((من أتى عرّافاً[3] فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))[4].

وصح عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ((من أتى عرافاً، أو كاهناً، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد))[5]. تمائم، وخيوط، ودبل، وطلاسم، وشعوذة، وسحر، وكهانة، أهذا هو الإسلام؟

رأى النبي رجلاً في يده حلقةٌ من صفر، فقال: ((ما هذه الحلقة؟)) قال: هذه من الواهنة[6]. قال: ((انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهناً))[7].

وزاد أحمد: ((فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً ))[8].

وصح عنه أن قال: ((من تعلّق تميمة، فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة، فلا ودع الله له))[9].

والتميمة؛ إما ورقة يكتب فيها غير القرآن، وحتى القرآن على الصحيح لا يعلّق، فكيف إذا كان طلاسم، وسحر، وشعوذة؟!

إن هؤلاء الكهنة والمشعوذين، يتخذون هذا الأمر تجارة، يأكلون به أموال الناس بالباطل، ويصدونهم عن دين الله، ويخرجونهم من دينهم وإيمانهم، وإسلامهم. 

قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضرّ هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمةٍ هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون [الزمر:38].

سبحان الله، ما أجلّ الله، إذا مرضت شفاك، وإذا طلبت أعطاك، وإذا دعوت أجابك: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون [البقرة:186].

فاتصل بالله مباشرة، وعليك بالسجود، فإن العبد أقرب ما يكون إلى ربه – تبارك وتعالى – وهو ساجد.

اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلم، ونستغفرك مما لا نعلم.

عباد الله: وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً [الأحزاب:56].

اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك ومنّك يا أكرم الأكرمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة بعنوان حقوق الانسان في الاسلام 24ربيع اخر36
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة بعنوان -ذم الغيبة -ألقاهاأبوعابد9ذوالقعدة1435
» خطبة بعنوان : شكر النعم
» خطبة بعنوان ( الحياء ) أبوحسان
» خطبة بعنوان / أبواب الخيرات
» خطبة بعنوان / العبرة في وفاة سيد البشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبي عابد :: الفئة الأولى :: قسم المنتديات الدينية :: منتدى الخطب والمواعظ-
انتقل الى: