الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي . رحمه الله

المـديـر العـــام

هذه ترجمة ذاتية للشيخ / أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى .

السؤال الأول/ حبذا لو تعرفونا على نسبكم وبلد نشأتكم حفظكم الله ؟
الجواب : أما نسبي فأنا / من همذان من وادعه من آل خلال وهم أهل هذه البلدة – دماج- .
وأنا نشأت يتيماً وكنت محباً للعلم منذ كنت صغيراً لكن لم نجد من يوجهنا هاهنا لطلب
العلم بل إذا جاءنا خطيب هؤلاء الشيعة قال" أهل بيتك سفينة نوح" ومن تلكم الترهات مثل "عليّ سيد البشر من أبى فقد كفر" ومثل قولهم " أنا مدينة العلم وعليّ بابها " وكأن الدين كله عندهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ضاع من عمري حوالي عشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة بعدها ذهبت للسعودية للعمل . ويسر الله أن مرضت فاشتريت بعض الكتب فصار المرض فيه خير بحمد الله وقد استشرت رجلاً واعظاً يعظ في بعض المساجد فأشار عليّ بكتب مثل صحيح البخاري و فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وبلوغ المرام وأقبلت على الكتب ترتسم في ذهني ارتساما لأنني أرى بناء القباب على القبور حرام . وعندنا قبة الهادي وقبة آخرين بجواره هذا حرام ولا يجوز و أيضاً صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنزلتهم الرفيعة ما نعرف إلا علياً . ما نعرف أبا بكر ولا عمر ولا عثمان وإذا رأوا حجراً مثلوباً قالوا هذا من علي بن أبي طالب ... بعدها إنبرأت في قراءة تلكم الكتب بحمد الله إرتسمت في ذهني واستفدت منها غاية الاستفادة … وصرت أكره أولئكم الذين أظلونا … حتى أنني تجاوزت الحد فكنت إذا رأيت معمماً كرهته وأقول هذا من الشيعة الذين أضلونا . ثم رجعت إلى اليمن وحيداً وأصحابي وأهل بلدي على ما هم عليه . فبلغ أولئك أنني أقول : أن دعاء غير الله شرك فيما لا يقدر عليه إلا الله وأنني أقول : أن الذبح لغير الله شرك وزيارة القبور وشد الرحال للمساجد غير الثلاثة يعد محرماً بلغهم هذا وذهبت إلى معقل القوم في صعده وإذا هم يتكالبون عليّ وأرسلوا إلى أقربائي إما أن تمنعوه وإما أن نسجنه . وهم يستطيعون أن يسجنوني لأن الدولة دولتهم ، بعد ذلكم سكتُ ولكن العقيدة الصحيحة في قلبي ، ومن وثقت فيه تكلمت معه وبقيت ما شاء الله . ولا زالت تبلغهم أخباري فقالوا : ماله إلا ندخله معنا في مدرستنا لازم نغسل مخه فإن حاله كما قيل :
عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى… فصادف قلباً خالياً فتمكنا .
يقولون الفكرة الوهابية أتته وكان خالياً من علم أهل البيت ومن علم أهل الحق فتمكنت منه الوهابية !
فدخلت مدرستهم ودرست ولكن من فضل الله قد أحببت الكتاب والسنة
وأنا أقرأ عندهم وأنا في غاية الكراهة لكتبهم مثل الثلاثين المسألة ، و العقد الثمين ، أرى فيها الضلال المبين فهم يقولون عن ابن خزيمة أنه يدعوا إلى التشيبه ! وفي مسألة الرؤيا دخلت عليهم الفلسفة المعتزلية ... وبقيت عندهم قدر ثلاث سنين ولما رأيت كتبهم ضياع أقبلت على اللغة العربية ولعلي درستها قدر ست مرات كلما انتهينا منها رجعت ودرستها . بعدها قامت الثورة وهربنا إلى نجران وصحبت في الطريق أبا الحسين مجد الدين وهو
من مشائخ الشيعة إلا أنه رجل حليم وذكي فصحبته وجرت بيننا مذاكرة علمية فبقيت مدة فرأيت الجمهورية ورأيت الملكية والحرب بينهم في اليمن فغذا كلهم أصحاب دنيا ما فيهم أحد يقاتل لله عز وجل فمشيت إلى الرياض بنية أنني اشتغل وفي وسط الطريق
تحولت النية فقلت : يا هذا قد أصبحت مستفيداً ويستفيد منك أهل بلدك فترجع إلى بلدك قبل أن تنسى معلوماتك فرجعت ومنذ وصلت هنالك ودخلت مدرسة تحفيظ القرآن الكريم كان مسؤولا عنها الشيخ/ محمد سنان من الحداء لكنه على عقيدة التوحيد رجل فاضل وكان أباه مع آل سعود . بعد هذا ابتليت بالسعال وتغير الجو فقلت : اذهب إلى مكة وهو حفظه الله يقول تبقى عندنا وبعد أيام نرسلك للجامعة الإسلامية فاعتذرت منه ومشيت إلى مكة المكرمة وكنت اشتغل نهاراً وأدرس ليلاً وأجد للعلم لذة ليس لها نظير فكنت أدرس إلى نصف الليل وإلى السحر حتى إذا كنت متعباً من العمل أدرس في النهار … ثم فتح معهد الحرم المكي الشريف والتحقنا به وكان بعض إخواننا قويا في المصطلح وكنتُ قوياً في النحو فكنا نتساعد في اختبار القبول ، والمدرسون في معهد الحرم من رجال التوحيد والشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى هو مسؤول المعهد فبقينا فيه سبع سنين المتوسط والثانوي وبعد ذلك انتقلنا إلي الجامعة الإسلامية وكنا نحفظ بعض دروس بن حميد والشيخ عبد العزيز بن راشد النجدي ثم بعد ذلك في الجامعة والدراسة في كلية الدعوة وكان طلبه المعهد من أقوى الطلاب و انتسبت في كلية الشريعة وخرجت بشهادتين شهادة من كلية الدعوة وشهادة من كليه الشريعة . فالمشائخ الذين درسونا منهم / السيد الحكيم المصري ... محب للخير ومنهم/ محمود عبد الوهاب فائق قوي ومحقق ولكنه ما كان يترك لحيته !! فقلنا له يا شيخ : لماذا تأخذ من لحيتك ؟ فقال : والله أنا مخطئ فأدعو الله أن يهديني فهو ما عنده مغالطة للحق ولا كبر فهو صادق فيما قال والله المستعان .
فالحمد لله حصلت الفائدة بسبب الدروس الطيبة .. وأما المذكرات التي يذكرها المدرس فكنت لا أهتم إلا بالأحاديث وإسنادها والحديث الصحيح من الضعيف … وكنا بعض الأوقات في خصام شديد مع الأساتذة المقلدين ومنهم واحد اسمه عبد الحليم فياض مصري يريد أن يفرض علينا ما كتبه في المذكرة والتقليد ونحن نراجعه فيقول "اسكت" ما يتركني أتكلم وفي ذات ليلة رأيته في الحرم المدني فقلت : فرصة طيبة أذهب وأتكلم معه بما في رأسي وهو في الحلقة … وذهبت وتكلمت معه بما في رأسي كله وهو جالس ساكت وينظر إلىّ متعجباً . هذا ما يتعلق بنسبنا والسيرة أما البلدة التي نشأت فيها فهي بلدة دماج المعروفة و لعله لم ينشأ فيها عالم من العلماء و فيما أعلم أنه كان فيها رجل يقال له/ السيد صالح .. أديب كبير ولكنه خبيث العقل وهو شيوعي وهذه البلدة الغالب عليهم التشيع ما عرفوا إلا سيدي ومولاي ومن خادمكم فلان بن فلان .. لكن بحمد الله استجاب الآن جمع كثير منهم فأحبوا الدعوة جزاهم الله خيراً حتى الذي هو في شك من الدعوة يمكن أن يقدم رأسه قبلنا . والله المستعان فاسأل الله أن يظهر الخير .

السؤال الثالث/من هم أبرز العلماء الذين أخذتم عليهم العلم على مستوى رحلتكم العلمية الطويلة ؟
كما أسلفنا كان من أبرزهم في مكة الشيخ / عبد الله بن حميد – رحمه الله – كنا ندرس عليه التحفة وكان رحمه الله قوي جداً في الإعراب والشواهد والفوائد فأنسحب كثير من الطلبة بسبب قوته رحمه الله في الإعراب والفوائد والشواهد اللغوية ولم يبق معه سواى فقال : لا يمكن الاستمرار انسحب معهم بارك الله فيك ولم نستمر 0
الشيخ/ محمد بن عبد الله الصومالي- رحمه الله- ولعل مثله قليل في معرفة رجال الشيخين أو ليس له مثيل 0
وهناك الشيخ/ عبد العزيز بن راشد .. قلنا لماذا ؟ يا شيخ تؤلف كتاب" تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين" فقال: هذا من أجل العامة أما أنتم لو تريدون تقرؤون التوراة والإنجيل لما منعتكم … وكلامه ليس بصحيح – رحمه الله تعالى- فقد قال إن الأحاديث التي تصح خارج الصحيحين تعدّ على الأصابع … المهم فهو ملتقى للعلماء هنالك والله المستعان نستفيد من هذا ونقبل على الكتب من بدأ الطلب … وأما في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحضر دروس الشيخ / عبد العزيز بن باز- رحمه الله- في بعض الأوقات وكنت أحضر جلسات الشيخ الألباني –رحمه الله- الخاصة بطلبة العلم وكانت عنده محاضرات لطلبة العلم ويحبهم رحمه الله حباً جماً ويزورهم وينصحهم ويذكرهم بالله فجزاه الله خيراً ، والحقيقة أنني ما وصلت للجامعة الإسلامية إلا وقد و قد رحل عنها الألباني ولكن أثناء الزيارات ألتقي به وأجلس إليه وكانت له وقفات مع جماعة التكفير فيبدأ يناقشهم حتى يهديهم الله سبحانه وتعالى على يديه فجزاه الله خير الجزاء وهناك الشيخ الفاضل/ عبد المحسن العباد – حفظه الله- والشيخ محمود فايق استفدنا منه في التفسير والسيد محمد الحكيم درسنا في سبل السلام واستفدنا منه في كلية الدعوة .
انتهى ما ذكره الشيخ في سيرته بتصرف واختصار .
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

» اسد الاسلام خطاب رحمه الله
» وفاة الشيخ الجليل / عبدالله بن جبرين " رحمه الله "
» صور جنازة علي حسن النظاري ـ رحمه الله ـ
» المفكر الإسلامي سيد قطب رحمه الله
» امام الائمة الامام الشافعي رحمه الله