رد الشيخ محمد المهدي على رسالة أبي عابد

المـديـر العـــام

أحبائي في منتديات أبي عابد كما وعدناكم بنقل رد الشيخ محمد المهدي حفظه الله على رسالتي التي أرسلتها له بتاريخ 13ذوالقعدة 1432هـ
وهذا رابط الرسالة https://aboabed.yoo7.com/t3979-topic

واعذرونا على تأخير نقل الرد

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة على أسئلة أبي عابد القرضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه وسلم / الأخ أبا عابد عبدالله بن علي القرضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

فقد وصلت رسالتكم الموقرة في يوم الثلاثاء 14ذي القعدة 1432هـ وسلمتها إليَ بيدك المتواضعة زادك الله سداداً وجنبنا وإياك الفتن ما ظهر منها وما بطن .

الأخ أبا عابد رغم أن رسالتك كانت مزيجاً من الأسئلة والاعتراضات على كلامي في حوارات سابقة وليست كلها أسئلة بل بعضها كانت إجابات منك على ردي على بعض من سبق لي الحوار معهم فخرجت عن كونها استرشاداً ومع ذلك فسوف أجيب على الرسالة كلها تقديراً لتواضعك وحرصك على السداد كما هو ظاهر حالك وإن اعترضت علي فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

• مسألة الخروج على أولياء الأمور الظلمة :

هل تعد الاعتصامات السلمية خروجاً على ولي الأمر ؟

الجواب : أولاً : المظاهرات السلمية اختلف فيها العلماء فهناك من منعها مطلقاً وربط بينها وبين الفساد في البلاد وهذه هي فتوى الألباني وابن باز وابن عثيمين والشيخ مقبل وأصحابه واللجنة الدائمة رحم الله الموتى وحفظ الأحياء وهؤلاء وجهاء علماء أهل السنة

ثانياً : هناك من جعلها في حكم المصالح المرسلة إذا تحقق منها خير وقل بسببها شر فهي جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا مذهب كثير من الحركات والجماعات والسياسيين وعدد من أهل العلم لكن بشرط أن لا يترتب على ذلك مفاسد وهذا القول له وجه بهذا الشرط وهو عدم الوقوع فيما هو أشد فساداً ومنكرات مما هو حاصل وكذلك أن تكون الأمور المطلوبة جائزة شرعاً

ثالثاً : ماهي المظاهرات السلمية هل هي التي تريد تغيير مفاسد ومنكرات محدودة أم هي التي تبدأ بمطالب محدودة ثم يفضي ذلك إلى طلب إسقاط ولي الأمر حيث يقول أصحابها نحن هاهنا حتى يسقط النظام ، هل هي التي تريد إزالة مظالم أم التي تدعوا الغرب للتدخل لإزالة النظام الفاسد فوقعت فيما هو أفسد وأشد فساداً مئات المرات من تدخل الكفار ضد المسلمين كما هو حاصل في ليبيا فالمسلم الفاسق الفاسد أقرب إلينا من الكافر " لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "

المظاهرات السلمية عند من أجازها هي التي تريد إعطاء الحقوق لأصحابها لا التي تسخر من العلماء وتسب الحاكم بالبذيء من القول وتصف العلماء بعلماء الدولار والدفع المسبق وتعلن أنها لن توقف المظاهرات إلا بإسقاط النظام

والدستور قيد الاعتصامات والمسيرات بالمطالب الشرعية وبدون إفساد واعتداء على الآخرين ولو بقيت المظاهرات سلمية مطالبة بما يشرع المطالبة به بدون مطالبة إسقاط النظام وبالألفاظ المؤدبة فمع الخلاف في جوازها فليس خروجاً إلا مع حمل السلاح والمطالبة بإسقاط النظام

رابعاً : هل ماهو موجود سلمي في معتصمات المتظاهرين وهي مكدسة بأنواع الأسلحة وإذا خرج هؤلاء يغلقون الجامعات والأسواق ويضربون من اعترضهم ولو بكلمة ويحرقون سيارات من خالفهم والمقدمة يقودها مسلحون وهكذا الوسط والمؤخرة وقد شاهدناهم فتارة يقودهم رجال الجيش المنشق وتارة أصحاب ملابس مدنية فنحن أمام دولتين متحاربتين وهذه فتنة لا أقل من الفرار منها إن لم ننصح الخارجين المقاتلين السلميين كما تسمونهم ولربما يأتي بعض الشيوخ بتسمية جديدة اسمها القتال والقتال السلميان

أما هجمات المسلحين التابعين للإخوان والمشترك على المعسكرات والمقرات تحت مسمى قبائل نهم وأرحب وشرعب فواضح وهؤلاء جزء من الثورة بل أساسها

ولا تزال سلمية مع تقسيم صنعاء إلى أقسام بين الأحمر وعلي محسن والحرس وقسم يحتله مناصرون للثورة . فكل هذا لا زال سلمياً " وعنزة وإن طارت ـ ونجموا لي ونجمي الأسد " كما تقول الأمثلة البلدية نعم هذه كلها سلمية وشعارها إسقاط دولة ونداءات متتالية لأعداء الإسلام في الدول الغربية والأمم المتحدة للتدخل لإسقاط النظام وهجوم على المدارس والجامعات والمعسكرات وقتل جنود والزحف على القصر الجمهوري وكل هذا سلمي إننا نعتبر القتل من الطرفين المسلمين المختلفين خسارة علينا ولكن لا نريد أن نقبل هذه المغالطة المكشوفة من وجود قتل وقتال سلميين

ب ـ العهد والمثاق بين ولي الأمر ورعيته .

جـ ـ الأحزاب التي تطالب بتسليم الحكم من النظام هي التي أعطته السلطة 2006م إلى 2013م مع عامة الناس الذين انتخبوه . فيلزمها الوفاء إلى نهاية المدة ، وإن تنازل هو عن حقه الباقي فله أسوة حسنة بالحسن بن علي رضي الله عنه الذي تنازل لمعاوية وسمي ذلك العام عام الجماعة وجاء في الصحيحين في فضل الحسن رضي الله عنه إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين كذلك ما يزهدنا في ما يسمى بالثورة وأنها ليست بديل أفضل من الموجود أن الشعارات التي ترفعها لا تشجع على إقامة حكم إسلامي وإنما فيها خلط من التجمعات الحوثية واليسارية والليبرالية والإخوانية التي تراوغ الغرب حتى تنتصر على خصمها الرئيس على عبدلله صالح فما فائدتنا من إسالة الدماء وإزهاق الأرواح خدمة للمتصارعين في صنعاء على الملك ثم المتصارعون لا يخطون خطوة إلا بالتشاور مع أمريكا وإذا لم يف الحاكم بما عاهد الله عليه فهو منكر منه فإن وصل عمله إلى حد الكفر يزال إن أمكن وإن كان دون ذلك ينصح ولا يخرج عليه بالسلاح ونهى عن ظلمه بقدر الاستطاعة وانظر أبا عابد هل ازداد الخوف والفقر والفساد في البلاد منذ بدء هذه الفتنة في اليمن أم صرنا إلى الأحسن

من هم أهل الحل والعقد ؟

وأما قولك إذا اجتمع أهل الحل والعقد على عزل الوالي فهل يجب عزله ؟

فالجواب من هم أهل الحل والعقد أهل الحل والعقد هم العلماء والكبراء والمطاعون من الأتباع وهؤلاء منقسمون فرقاً

1ـ الموالون للرئيس وفيهم علماء ووجهاء من شيوخ القبائل والقادة الكبار

2ـ المعارضون له فيهم علماء ووجهاء مطاعون

3ـ الساكتون وهم إلى النظام أقرب وهم الأكثر وكما ترى فالعلماء مختلفون فجمعية العلماء تحرم الخروج عليه وهيئة العلماء تلزمه بالتنازل ومشايخ حاشد وبكيل وبقية القبائل فيهم من هو معه وفيهم من هو مع المعارضة وبمعرفة ما يسمى بالمجموعة الصامتة وهم أكثر الناس يتضح أن سوادهم مع الرئيس وفيهم من يريد بأي حال الصلح

إذن أبا عابد لم يسلم لك هذه الدعوى بإجماع أهل الحل والعقد على العزل فلم يجتمعوا ولم يجمعوا على أنني أبا عابد لا أختلف معك أن الرئيس لو سلم الحكم لكان هناك نهاية للمشاكل ولكن هناك فرق بين ما ينبغي أن يكون وبين ما يحصل الآن فالأول فيه حل الخلاف إذا تنازل عن حقه فإن أبى فليس السيف هو الحل بل هو الخراب والدمار ومن هنا عرف سر اتفاق أهل السنة على منع الخروج المسلح على الحكام وإن جاروا لأن في ذلك مفاسد لا تحصى ومنكرات لا تستقصى وقد عملوا بالنصوص الواردة في النهي عن الخروج لحديث عبادة في الصحيحين وطبقوا قواعد المصالح والمفاسد التي تراعيها الشريعة في الإقدام والإحجام وليس حباُ للظلم ورضا به وإنما ذلك خوف مما أشد منه .

قولك من هم هؤلاء الذين يريدون خليفة علماني

الجواب : أصحاب جمعة الدولة المدنية التي أقيمت في اليمن طمأنة لأمريكا وحلفائها ولك أن تقرأ لتعرف الدولة المدنية وأنها اللادينية

لما ذكر الشيخ عبدالمجيد الزنداني الدولة الإسلامية قامت عليه صحف المعارضة والموالاة وأخرست وسائل إعلام الإخوان المسلمين عن الدفاع عنه بل وفتحت المجال للمستميتين على المدنية ليتحدثوا عنها بل هذا هو المطلب الصريح للمعارضين للرئيس حتى يكسبوا حنان وعطف الغرب

فهي وإن وقعت نقلت من سئ إلى أسوء .

وقد حكمت مائة الملايين المسلمين بالعلمانية في جل الدول منها باكستان وجل الدول العربية والإسلامية هذا مطلب الغرب وقد أفتى القرضاوي أهل مصر بذلك وقد سكت حزب الإصلاح بطوله وعرضه ، والمتكلمون فيه جناح معروف وموصوف بالتشدد ولم يسمع له صوت وهؤلاء بجوار الشيخ عبدالمجيد الزنداني وفقه الله كالشيخ الحزمي والصبري والديلمي والقاضي وإن كانوا مع حزبهم في بقية المواقف وأما الموقف السياسي للحزب فهو غريب .

قولك : البديل هو الشعب ألا يوجد من بين 25مليون بديل خير من هذا النظام ؟

الجواب : ليس البديل الشعب لو اتفق بيت الأحمر والرئيس لما قامت هذه الفتنة والفوضى فهي منافسات بين متحاربين على مراكز لا دخل للإسلام فيها ويمكن أن ينحى الحكم الإسلامي خدمة للغرب إذا وقف مع فريق واشترط ذلك

والشعارات منذ البداية لم تنشر شرع الله ثم ختمت بالمطابة علناً بالدولة المدنية العلمانية وهذا الشعب والأتباع الذين يقلدون أحزابهم هم المحرك المسكن للعامة

بين النظام الموجود والدولة المدنية ومع وجود فساد متنوع في النظام الموجود إلا أنه أخف من الدولة المدنية لما يلي :

أولاً : سيغير الدستور الذي هو على ما هو عليه من مآخذ أحسن الدساتير في البلاد الإسلامية وسيكون الإسلام مصدر من المصادر وسوف تتعدد المصادر حسب الأهواء وإذا غير الدستور سيرسم لفساد ويستند إلى الدستور وفرق بين فسد مرسم وفساد مخفي .

ثانياً : سيسخر من العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر لأن مصادر التشريع متعددة القضاء الشرعي وإن قصر في التطبيق أحياناً أو كثيراً لكن ستباح الردة بالدساتير والديانات المحرفة ودعوات أهل الضلال على اختلاف مشاربهم وهذه وغيرها تحت حرية الدولة المدنية فأي الفسادين أشد يا أبا عابد الموجود أم الذي نسعى بالخروج المسلح ؟ .

ماهي الطريق ؟؟؟

ذكرت الانتخابات وهي ومسألة خلافية ولا حرج على من اقتنع بها وذكرت المظاهرات السلمية وفيها خلاف ولا حرج على من قال بها بدون ضرر أكثر من الموجد ومع ذلك ماذا استفاد الإسلام من الانتخابات في الماضي والمظاهرات في الحاضر فالخسائر غير محدودة والنكبات غير معدودة والشريعة جاءت بجلب المصالح ودرء المفاسد وجلب خير الخيرين ودرء شر الشرين فإن لم تقم دولة إسلامية فلا أقل من دولة تسمح بحرية الإسلام والدعوة وتمنع الردة ويتخفى في حكمها المفسدون بناءاً على دستور اليمن اليوم على ما فيه من مآخذ .

أما الدولة الإسلامية ومراحلها في التربية والعمل على إيجاد الفرد المسلم ليوجد المجتمع المسلم ليقوم الحكم على مراحل فهذا كله لا يتقبله المستعجلون فهم يريدون دولة مسلمة بين عشية وضحاها لقد قنطوا من روح الله والخلافة سوف تعود قطعاً .

ويبدوا لي أن أخانا أبا عابد مستعجل لعودة الحكم الإسلامي وإزالة الفساد ولا يمكن أن يتنازل عن طلبه إلا يداً بيد إما خروج مسلح وإما أن نشرع بإزالة النظام ونسى أبو عابد وفقه الله أن حزب الإصلاح تحالف مع النظام حوالي ربع قرن ولم يكن يفكر بما وصل إليه ولو استمر الرئيس بالمسالمة

وأما الخلافة فسوف تعود قطعاً فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث حذيفة : " ستكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون "

لكن قبل أن نفكر فيها فلنسأل عامة المسلمين قبل أن نطلب الحكومات أن تطبق شرع الله وهل طبقنا شرع الله في أنفسنا عقيدة وعبادة وآداباً وأخلاقاً ومعاملات ومع جيراننا ومحبينا ومبغضينا هل الشرع معنا فيما نأخذ ونذر فحينئذ سنكون قد برهنا على حبنا لله وشرعة " قل إن كنتم تحبون الله " ويعد ذل نقرأ على غيرنا " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " والدعوة السلفية تسعى لإيجاد الفرد المسلم لكي يقوم المجتمع المسلم لإيجاد الخليقة المسلم ولا بد من الصبر والعمل الجاد في الوصول إلى ذلك .

متفرقات :

1 ـ أحاديث النهي عن الخروج على الحكام بدون كفر صريحة صحيحة كحديث عبادة بن الصامت في الصحيحين " وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً "

2ـ وأحاديث النصح للحكام ليست دلالة على الخروج ويمكن العمل بكل الأحاديث ولا تعارض فمع الخطاء النصح ومع الكفر الخروج مع القدرة .

3 ـ أنا مع تحريم دماء المسلمين من المتظاهرين مالم يبدؤوا بالقتال واحتلال المعسكرات والهجوم على المؤسسات فيكون الدفع بالأسهل إذا أمكن والأفضل للمسلم أن يكون عبدالله المقتول لا القاتل .

4 ـ لست مع من يهاجم العلماء سوء كانوا محسوبين على الإصلاح أو مستقلين أو مع الدولة ويجوز الرد عليهم بالحسنى وهجمة علماء المعارضة والسياسيين على العلماء كانت شنيعة .

5 ـ المبالغة في ذكر الشهادة للقتلى الذين يهجمون على المعسكرات ومبالغة سيتحملونها الذين يحرضون على المواجهات بين المسلمين وليس هذا قتالاً لإعلاء كلمة الله وإنما هو صراع على الملك بين بيت الأحمر وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " الحديث . والطرفان ليس كافرين فالخوف من فتنة القتال بين الأمة هو المنهج الذي يجب أن نسلكه لا أن نمني الناس بالشهادة في صنعاء وتعد بين المسلمين وإنما الجهاد في قتال الكفار المعتدين كما هو الحال في فلسطين وغيرها

والتحريض على القتال الوارد في قوله تعالى " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال "

إلى أخر السياق دليل واضح على أن هذا التحريض فيه لقتال الكفار لا قتال المسلمين وما قد يحصل من دفع للبغاة فهي ضرورة تقدر بقدرها ولا يتوسع فيها ولذلك لا يجهز على جريح ولا يتبع مدبر ولا تسبي النساء والذراري

فالذين يعدون الناس بالجنة في حروبهم الحزبية والقبلية عنده مجروءة ولن يندموا إذا تأنوا وفي العجلة الندامة ولا سيما في إباحة الدماء والأعراض والأموال

ومن منهج أهل السنة عدم الشهود لمعين الجنة أو النار بل يرجون للمحسن ويخافون على المسئ إلا من ورد فيهم نص ...

اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم في الله محمد بن محمد المهدي

14ذي القعدة 1432هـ

مراقب عام

حفضكم الله جميعا

» رسالتي إلى الشيخ محمد بن محمد المهدي حفظه الله
» نبذة عن الشيخ / محمد بن محمد المهدي حفظه الله
» موقف الشيخ محمد المهدي من الأحداث الجارية في اليمن
» رسالة الى ابو عابد
» رسالة للأخ ابو عابد 000ورأي الإخوة الأعضاء بما طرح